سجدات -قال قتادة في حديثه: هكذا الآيات- ثم قال ابن عباس: هكذا صلاة الآيات".
قوله: "ما أدري؟ أبي أَرْضٌ؟ " أي: ما أعلم أي رعدة ورعشة، والأرض بسكون الراء: الرعدة قاله ابن الأثير، قال الجوهري: الأرض: النفضة والرعدة. وقال ابن عباس: أزلزلت الأرض؟ أم بي أرضٌ؟
قوله: "من النقرس" بكسر النون داء معروف.
ص: وخالفهم في ذلك آخرون، فقالوا: بل يطيل الصلاة كذلك أبدًا يركع ويسجد، لا توقيت في شيء من ذلك حتى تنجلي الشمس.
ش: أي خالف الفِرَقَ الثلاثة المذكورين جماعةٌ آخرون، وأراد بهم: سعيد بن جبير، وإسحاق بن راهويه في رواية، ومحمد بن جرير الطبري، وبعض الشافعية؛ فإفهم قالوا: لا توقيت في ركوع صلاة الكسوف بل يطيلها أبدًا، يركع ويسجد إلى أن تنجلي الشمس.
وقال القاضي عياض: قال بعض أهل العلم: إنما ذلك على حسب مكث الكسوف، فما طال مكثه زاد تكرير الركوع فيه، وما قصر اقتصر فيه، وما توسط اقتصد فيه. قال: وإلى هذا نحا الخطابي وإسحاق بن راهويه وغيرهما.
وقد يُعترض عليه بأن طولها ودوامها لا يُعلم من أول الحال ولا من الركعة الأولى، والله أعلم.
ص: واحتجوا في ذلك بما حدثنا سليمان بن شعيب، قال: ثنا الخَصِيب، قال: ثنا همام، عن يَعْلى بن حكيم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: "لو تجلت الشمس في الركعة الرابعة لركع وسجد".
قال أبو جعفر -رحمه الله-: فهذا سعيد بن جبير يخبر عن ابن عباس أنه قال: لو تجلت الشمس في الركعة الرابعة لركع وسجد، والرابعة هي الأولى من الركعة الثانية، فهذا يدل على أنه لم يكن يقصد في ذلك ركوعًا معلومًا، وإنما يركع ما كانت الشمس