قال: إن رجالًا يزعمون أن الشمس والقمر لا ينكسفان إلا لموت عظيم من عظماء أهل الأرض، وليس ذلك كذلك، ولكنهما آيتان من آيات الله -عز وجل-، فإذا تجلى الله -عز وجل- لشيء من خلقه خشع له".
ش: أخرج حديث النعمان بن بشير الصحابي - رضي الله عنه - من أربع طرق صحاح.
فإن قلت: كيف حكمت بالصحة لحديث النعمان هذا وقد قال البيهقي: أبو قلابة لم يسمع من النعمان والحديث مرسل؟
قلت: صرّح في "الكمال" بسماعه من النعمان، وقال ابن حزم: أبو قلابة أدرك النعمان وروى هذا الخبر عنه. وصرّح ابن عبد البر بصحة هذا الحديث وقال: من أحسن حديث ذهب إليه الكوفيون حديث أبي قلابة، عن النعمان.
الطريق الأول: عن إبراهيم بن محمَّد الصيرفي البصري، عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي شيخ البخاري وأبي داود، عن شريك بن عبد الله، عن عاصم الأحول، عن أبي قلابة عبد الله بن زيد الجَرْمي أحد الأعلام.
وأخرجه النسائي (١): أنا أحمد بن عثمان بن حكيم، قال: ثنا أبو نعيم، عن الحسن بن صالح، عن عاصم الأحول، عن أبي قلابة، عن النعمان بن بشير: "أن رسول الله - عليه السلام - صلّى حين انكسفت الشمس مثل صلاتنا، يَركعُ ويَسْجُد".
الثاني: عن إبراهيم بن مرزوق، عن سعيد بن عامر الضبعي ... إلى آخره.
وأخرجه العدني في "مسنده": ثنا وكيع، عن سفيان، عن عاصم الأحول، عن أبي قلابة، عن النعمان بن بشير: "أن رسول الله - عليه السلام - صلى في كسوف نحوًا من صلاتهم، يركع ويسجد".
الثالث: عن فهد بن سليمان، عن أبي بكر بن أبي شيبة ... إلى آخره.