لأنه يستحيل أن يكون ابن عمر يَرْوي عن النبي - عليه السلام - ذلك ثم يفعل هو بخلاف ذلك، فلو كان ابن عمر حفظ عن النبي - عليه السلام -: "صلاة النهار مثنى" لم يكن يرى أن يصلي بالنهار أربعًا.
وقال أبو داود: وفي هذا توهين لحديث علي الأزدي البارقي.
ثم إنه أخرج أثر ابن عمر من طريقين صحيحين:
أحدهما: عن فهد بن سليمان، عن أبي نعيم الفضل بن دكين، عن سفيان الثوري، عن عبيد الله بن عَمْرو الرقي روى له الجماعة، عن نافع، عن ابن عمر.
والآخر: عن فهد أيضًا، عن علي بن معبد بن شداد، عن عبيد الله بن عَمْرو الرقي، عن زيد بن أبي أُنَيْسة الجَزَرِي، عن جبلة بن سُحَيم التَيْمي، عن عبد الله ابن عمر.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه"(١): ثنا ابن نمير، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر:"أنه كان يصلي بالنهار أربعًا أربعًا".
ص: وأما ما روى في ذلك عن غير ابن عُمَر، عن النبي - عليه السلام -:
فحدثنا علي بن شيبة، قال: ثنا يزيد بن هارون، قال: أنا عُبَيدة الضبّيُ (ح).
وحدثنا ربيعٌ الجيزيُّ، قال: ثنا علي بن مَعْبد، قال: ثنا عبيد الله بن عمرو، عن زبد بن أبي أُنَيْسة، عن عبيدة (ح).
وحدثنا ابن مرزوق، قال: ثنا أبو عامر، قال: ثنا إبراهيم بن طهمان، عن عبيدة، عن إبراهيم النخعي، عن سهم بن منجاب، عن قزَعة، عن القَرْثعَ، عن أبي أيوب الأنصاري - رضي الله عنه - قال: "أدمن رسول الله - عليه السلام - أربع ركعات بعد زوال الشمس، فقلت: يا رسول الله - عليه السلام - إنك تُدمِنُ هؤلاء الأربع ركعات؟ فقال: يا أبا أيوب، إذا زالت الشمس فتحت أبواب السماء فلم تُرْتَجْ حتى يُصلَّى