ولا أدري من أيّ بلاد الله تعالى، ولا أفهم أَلقِيَ أبا أيوب أم لا؟ ولا يحتج بمثل هذه الأسانيد إلا معاند أو جاهل.
قلت: الجواب عليه من وجهين:
الأول: بطريق المنع، فنقول: قول أبي عبد الله: "مَنْ قَرْثَع وقَزْعة؟ " لا يلزم منه تضعيفهما ولا تضعيف الحديث بهما؛ لأن قزعة روى له الجماعة، وقال العجلي: بصري تابعي ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وأما قَرْثَع فإنه تابعي، ولما أخرج أبو داود حديثه عن أبي أيوب لم يضعفه بقرثع وإنما ضَعّفه بعُبَيْدة بن معتب.
فإن قيل: فحينئذٍ ثبت المدعى، وصار الحديث ضعيفًا وهو الوارد عليكم.
قلت: يحتمل أن يكون عبيدة ثقة عند الطحاوي، وقال أبو زرعة: ليس بقوى. وقال ابن عدي: يكتب حديثه.
وأما تشنيع ابن خزيمة فغير رائج ولا طائل؛ لأنه متحامِلٌ فيما قاله، وقد قال أبو نعيم الحافظ في كتاب "قربان المتقين": روى حديث أبي أيوب عنه أبو أسامة، عن ابن زَحْر، عن علي بن القاسم، والشعبي من حديث السريّ بن إسماعيل ومحمد بن أيوب من حديث السكن بن أبي كريمة، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عنه.
ورواه ثوبان عن النبي - عليه السلام - كرواية أبي أيوب من حديث صالح بن جبير، ثنا أبو أسماء الرحبي، عنه.
وعمر بن الخطاب - رضي الله عنه - من رواية عبد الله بن محمَّد بن فاختة، ثنا هارون، ثنا علي بن عاصم، عن يحيى البكاء، عن ابن عمر، عنه.
وعبد الله بن السائب من رواية ابن أبي ليلى، عن عبد الكريم، عن مجاهد، عنه.
والعباس بن عبد المطلب من رواية موسى بن عبيدة، عن سعيد بن أبي سعيد مولى أبي بكر، ثنا محمَّد بن عمرو بن حزم، عن أبي رافع، عنه.