وأخرج محمد بن الحسن في "آثاره": عن أبي حنيفة، عن حماد، عن إبراهيم، نحوه.
ص: وقد روي عن جابر بن عبد الله في ذلك نظير ما روي عن ابن مسعود عن النبي - عليه السلام -.
حدثنا أحمد بن داود، قال: ثنا مسدد، قال: ثنا إسماعيل بن إبراهيم، قال: ثنا هشام بن أبي عبد الله، قال: ثنا أبو الزبير، عن جابر قال:"كنا مع النبي - عليه السلام - في سفر، فبعثني في حاجة فانطلقت إليها ثم رجعت إليه وهو على راحلته، فسلمت عليه فلم يرد علي ورأيته يركع ويسجد، فلما سلم رد علي".
حدثنا أبو بكرة، قال: ثنا أبو داود، قال: ثنا هشام ... فذكر بإسناده مثله، غير أنه لم يقل:"فلم يرد علي" وقال: "فلما فرغ من صلاته قال: أما إنه لم يمنعني أن أرّد عليك إلا أني كنت أصلي".
فهذا جابر بن عبد الله أيضًا قد أخبر أن رسول الله - عليه السلام - لم يرد عليه، وأنه لما فرغ من صلاته ردّ عليه، فالكلام في هذا مثل الكلام فيما رويناه قبله عن ابن مسعود، وفي حديث جابر أن رسول الله - عليه السلام -قال:"أما إنه لم يمنعني أن أرّد عليك إلا أني كنت أصلي" فأخبر رسول الله - عليه السلام - أنه لم يكن رد عليه شيء، فذلك ينفي أن يكون رد عليه بإشارة أو غيرها.
وقد حدثنا ابن أبي داود، قال: ثنا أبو الوليد، قال: ثنا يزيد بن إبراهيم، قال: ثنا أبو الزبير، عن جابر:"أن النبي - عليه السلام - بعثه لبعض حاجته فجاء وهو يصلي على راحلته، فسلم عليه فسكت، ثم أومئ بيده، ثم سلم عليه فسكت -ثلاثًا- فلما فرغ قال: إنه لم يمنعني أن أرد عليك إلا أني كنت أصلي".
فهذا جابر - رضي الله عنه - قد أخبر في هذا الحديث أن رسول الله - عليه السلام - أومأ إليه بيده حين سلم، ثم قال: رسول الله - عليه السلام - بعد ما فرغ من الصلاة:"أما إنه لم يمنعني أن أرد عليك إلا أني كنت أصلي". فأخبر رسول الله - عليه السلام - أنه لم يكن رد عليه في الصلاة، فدل