للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحاصله: أن أصل الحديث منقطع معضل فلا تقوم به الحجة، على أنه روي.

عن ابن عمر ما يخالف هذا على ما يجيء إن شاء الله تعالى.

فإن قيل: قد قال الترمذي: روى هذا الحديث ابن جريج وزياد بن سعد وغير واحد، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه نحو حديث ابن عيينة.

قلت: وكذلك قال: رواه معمر ويونس بن يزيد ومالك بن أنس وغيرهم من الحفاظ عن الزهري: "أن النبي - عليه السلام - .... " فذكر الحديث، ثم قال: وأهل الحديث كلهم يرون أن الحديث المرسل في ذلك أصح، وسمعت يحيى بن موسى يقول: سمعت عبد الرزاق يقول: قال ابن المبارك: حديث الزهري في هذا مرسلًا أصح من حديث ابن عيينة وأرى ابن جريج أخذه من ابن عيينة.

ثم أخرجه الترمذي (١): عن [محمد بن مثنى، عن محمد بن بكر] (٢)، ثنا يونس بن يزيد، عن الزهري، عن أنس بن مالك قال: "كان النبي - عليه السلام - يمشي أمام الجنازة وأبو بكر وعمر وعثمان". قال الترمذي: وسألت محمد بن إسماعيل -يعني البخاري- عن هذا الحديث فقال: أخطأ فيه محمد بن [بكر] وإنما يروى هذا عن يونس، عن الزهري: "أن النبي - عليه السلام - وأبا بكر كانوا يمشون أمام الجنازة".

وقال النسائي: هذا حديث خطأ، وهم فيه ابن عيينة، وخالفه مالك فرواه عن الزهري مرسلًا، وهو الصواب.

قال: وإنما أتي عليه فيه من جهة أن الزهري رواه عن سالم عن أبيه: "أنه كان يمشي أمام الجنازة" قال: "وكان النبي - عليه السلام - وأبو بكر وعمر يمشون أمام الجنازة" فقوله: "وكان النبي - عليه السلام - ... " إلى آخره من كلام الزهري لا من كلام ابن عمر، قال


(١) "جامع الترمذي" (٣/ ٣٣١ رقم ١٠١٠) مع اختلاف في ألفاظه.
(٢) في "الأصل، ك": محمد بن بكير، وهو خطأ من وجهين:
الأول: أن محمد بن المثنى سقط من الإسناد.
الثاني: أن بكر تصحفت فكتبت بكير، ومحمد بن بكر هو البرساني.
والمثبت من "تحفة الأشراف" (١/ ٣٩٩ رقم ١٥٦٢)، و "جامع الترمذي".

<<  <  ج: ص:  >  >>