ابن المبارك: الحفاظ عن الزهري ثلاثة: مالك، ومعمر، وابن عيينة، فإذا اجتمع اثنان منهم على قول أخذنا به وتركنا قول الآخر. انتهى.
وقال أحمد بن حنبل: هذا الحديث عن الزهري: أن رسول الله - عليه السلام - مرسل، وحديث سالم: فعل ابن عمر، وحديث ابن عيينة كأنه وهم فيه.
فإن قيل قال المنذري: وقد قيل: إن ابن عيينة من الحفاظ الأثبات، وقد أتى بزيادة على من أرسل فوجب تقديم قوله، على أن ابن عيينة قد تابعه على رفعه ابن جريج وزياد بن سعد وغير واحد، وقال البيهقي: ومن وصله واستقر على وصله ولم يختلف عليه فيه -وهو سفيان بن عيينة- ثقة حجة.
قلت: الجواب عن هذا ما قاله ابن المبارك، وقد ذكرناه.
فإن قيل: قال أبو عمر: وقد رواه بعض أصحاب مالك عن مالك موصولا، فحينئذ يكون مالك وابن عيينة متفقين على الوصل؛ فينبغي أن يؤخذ به دون قول معمر في القطع.
قلت: قال أبو عمر نفسه الصحيح عن مالك: الإرسال، وإن كان روى عنه بعض أصحابه موصولًا، وقال الخليلي: أسنده يحيى بن صالح الوحاظي، عن مالك، وهو وإن كان ثقة فلا يتابع على هذا الحديث.
ص: وقال أصحاب المقالة الأولى: وقد روي عن جماعة من أصحاب رسول الله - عليه السلام - أنهم كانوا يمشون أمام الجنازة، وذكروا ما حدثنا يونس، قال: ثنا سفيان، عن ابن المنكدر سمع ربيعة بن عبد الله بن هدير:"يقول رأيت عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يقدّم الناس أمام جنازة زينب - رضي الله عنها -".
حدثنا يونس، قال: أنا ابن وهب، قال: أخبرني مالك، عن ابن المنكدر ... فذكر بإسناده مثله.
حدثنا علي بن شيبة، قال: ثنا أبو نعيم، قال: ثنا إسرائيل، عن عبد الأعلى، قال:"سألت سعيد بن جبير، عن المشي أمام الجنازة، قال: نعم، رأيت ابن عباس يمشي أمام الجنازة".