للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأخرجه البخاري (١): ثنا أحمد بن يونس، ثنا إبراهيم بن سعد، ثنا ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس قال: "كان النبي - عليه السلام - يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر به، وكان أهل الكتاب يسدلون أشعارهم، وكان المشركون يفرقون رءوسهم، فسدل النبي - عليه السلام - ناصيته، ثم فرق بعد".

ومسلم (٢): حدثني أبو الطاهر، قال: أنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن عبيد الله ... إلى آخره نحوه.

وأبو داود (٣): نا موسى بن إسماعيل، قال: ثنا إبراهيم بن سعد قال: أخبرني ابن شهاب ... إلى آخره نحوه.

والنسائي (٤): أنا محمد بن مسلمة، ثنا ابن وهب، عن يونس، عن الزهري ... إلى آخره نحوه.

قوله: "كان يسدل شعره" من السدل وهو الإرخاء والإرسال، وفي "المطالع" وهو إرسال الشعر على الوجه من غير تفريق، وكذلك السدل في الصلاة إرخاء الثوب على المنكبين إلى الأرض دون أن يضم جوانبه. قال الجوهري: سدل ثوبه يَسْدُلُهُ -بالضم- سدلًا أي أرخاه، وشعر مُنْسَدِلٌ.

قوله: "ثم فرق" من فَرَقْت الشعر أَفْرُقُه فَرْقًا، وانفرق شعره إذا زال عن الاجتمال، وإن لم يفترق كان وفرة، قال الجوهري: فَرَقْتُ بين الشيئين أَفْرُقُ فَرقًا وفُرْقانًا، وفَرَّقْت الشيء تَفْرِيقًا وتَفْرِقة فانفرق وافترق وتَفَرَّق، والمَفْرِق: وسط الرأس، وهو الموضع الذي يُفْرَق فيه الشعر، وكذلك مفرق الطريق.


(١) "صحيح البخاري" (٥/ ٢٢١٣ رقم ٥٥٧٣).
(٢) "صحيح مسلم" (٤/ ١٨١٨ رقم ٢٣٣٦).
(٣) "سنن أبي داود" (٤/ ٨٢ رقم ٤١٨٨).
(٤) "المجتبى" (٨/ ١٨٤ رقم ٥٢٣٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>