للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى ابن حبان في "صحيحه" (١): في النوع الحادي والأربعين من القسم الخامس من حديث عمران بن الحصين أن النبي - عليه السلام - قال: "إن أخاكم النجاشي توفي فقوموا صلوا عليه، فقام رسول الله - عليه السلام - وصلوا خلفه فكبر أربعًا وهم لا يظنون إلا أن جنازته بين يديه".

وقال المهلب: ومما يدل على الخصوصية: أنه لم يصل على أحد من المسلمين ومتقدمي المهاجرين والأنصار الذين ماتوا في أقطار البلدان، وعلى هذا جرى عمل المسلمين؛ لأن الصلاة عليها من فروض الكفاية يقوم بها من صلى على الميت في البلد الذي يموت بها، ولم يكن بحضرة النجاشي مسلم، يصلى عليه.

قلت: قد مات خلق كثير من الصحابة - رضي الله عنهم - في حياة النبي - عليه السلام - وهم غائبون عنه وسمع بهم فلم يصلي عليهم إلا ثلاثة أنفس:

أحدهم: معاوية بن معاوية المزني، ورد أنه طويت له الأرض حتى حضره.

روى حديثه الطبراني "معجمه الوسط"، (٢) وكتاب "مسند الشاميين" (٣): ثنا علي بن سعيد الرازي، ثنا نوح بن عمر بن حُوَي السكسكي، ثنا بقية بن الوليد، عن محمد بن زياد الألهاني، عن أبي أمامة قال: "كنا مع رسول الله - عليه السلام - بتبوك، فنزل عليه جبريل - عليه السلام - فقال: يا رسول الله، إن معاوية بن معاوية المزني مات بالمدينة، أتحب أن تطوى لك الأرض فتصلي عليه؟ قال: نعم، فضرب بجناحه على الأرض، ورفع له سريره فصلى عليه وخلفه صفان من الملائكة في كل صف سبعون ألف ملك، ثم رجع وقال النبي - عليه السلام - لجبريل - عليه السلام - بم أدرك هذا، قال: لحبه سورة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} وقراءته إياها، جائيا وذاهبًا، وقائمًا وقاعدًا، وعلى كل حال".


(١) "صحيح ابن حبان" (٧/ ٣٦٩ رقم ٣١٠٢).
(٢) "المعجم الأوسط" (٤/ ١٦٣ رقم ٣٨٧٤).
(٣) "مسند الشاميين" (٢/ ١٢ رقم ٨٣١).

<<  <  ج: ص:  >  >>