للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (١): عن ابن فضيل، عن العلاء، عن عمرو ابن مرة، قال: قال عمر - رضي الله عنه -: "كل قد فعل فتعالوا نجتمع على أمر يأخذ به من بعدنا، فكبروا على الجنازة أربعًا".

فإن قلت: هل سمع سعيد بن المسيب عمر بن الخطاب.

قلت: نعم، وقد قال أبو طالب لأحمد بن حنبل: سعيد، عن عمر حجة؟ قال: هو عندنا حجة، قد رأى عمر وسمع منه، وإذا لم يقبل سعيد عن عمر، فمن يقبل؟

وأما الثاني: فأخرجه عن فهد بن سليمان، عن علي بن معبد بن شداد العبدي الرقي نزيل مصر وثقه أبو حاتم، عن عبيد الله بن عمرو بن أبي الوليد الأسدي الرقي، روى له الجماعة، عن زيد بن أبي أنيسة الجزري أبي أسامة الرهاوي روى له الجماعة، عن حماد بن أبي سليمان شيخ أبي حنيفة ثقة كبير، عن إبراهيم النخعي.

وأخرجه محمد بن الحسن في "آثاره" أنا أبو حنيفة، عن حماد، عن إبراهيم: "أن الناس كانوا يصلون على الجنائز خمسًا وستًّا وأربعًا حتى قبض النبي - عليه السلام -، ثم كبروا بعد ذلك في ولاية أبي بكر - رضي الله عنه - حتى قبض أبو بكر، ثم صلي عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ففعلوا ذلك في ولايته، فلما رأى عمر بن الخطاب، قال: إنكم معشر أصحاب محمد متى تختلفون يختلف من بعدكم، والناس حديث عهد بالجاهلية، فأجمعوا على شيء يجتمع به عليه من بعدكم، فأجمع رأي أصحاب محمد أن ينظروا آخر جنازة كبر عليها رسول الله - عليه السلام - حتى قبض، فيأخذون به، فيرفضون ما سوى ذلك، فنظروا فوجدوا آخر جنازة كبر عليها رسول الله - عليه السلام - أربعًا". قال محمد: وبه نأخذ، وهو قول أبي حنيفة.

وروى ابن أبي شيبة في "مصنفة" (٢): ثنا وكيع، عن سفيان، عن عامر


(١) "مصنف ابن أبي شيبة" (٢/ ٤٩٥ رقم ١١٤٤٣).
(٢) "مصنف ابن أبي شيبة" (٢/ ٤٩٥ رقم ١١٤٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>