للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صلاته - عليه السلام - عليهم نور في قبورهم كما جاء بذلك في حديث أبي هريرة، فلأجل ذلك نهاهم - عليه السلام - عن الدفن بالليل حتى لا يحرموا هذه الفضائل العظيمة.

قوله: "فإنه حدثنا" "الفاء" للتعليل والضمير للشأن.

وإسناد هذا الحديث صحيح ورجاله كلهم رجال الصحيح ما خلا عليًّا.

ويزيد بن ثابت -بالياء آخر الحروف في أوله- هو أخو زيد بن ثابت وهو أكبر من زيد، يقال: إنه شهد بدرًا مع النبي - عليه السلام -.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" (١) بأتم منه: ثنا عبيد بن غنام، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا هشيم، نا عثمان بن حكيم، ثنا خارجة بن زيد بن ثابت، عن عمه يزيد بن ثابت -وكان أكبر من زيد- قال: "خرجنا مع رسول الله - عليه السلام -، فلما وردنا البقيع إذا هو بقبر جديد، فسأل عنه فقالوا: فلانة فعرفها، فقال: ألا آذنتموني؟ فقالوا: كنت قائلا صائمًا فكرهنا أن نؤذيك، قال: فلا تفعلوا، لا أعرفن ما مات منكم ميت -ما كنت بين أظهركم- إلا آذنتموني؛ فإن صلاتي عليه رحمة، ثم أتى القبر فصففنا خلفه، فكبر عليه أربعًا".

وأخرجه النسائي، (٢) وابن ماجه (٣) أيضًا.

قوله: "ألا آذنتموني" أي ألا أعلمتموني من الإيذان وهو الإعلام، وفيه دليل لأصحابنا في تقديم الوالي على الولي في الصلاة على الميت، وأن الحق فيها للإمام الأعظم.

وحديث أبي هريرة كذلك إسناده صحيح، والحماني هو يحيى بن عبد الحميد، وقد تكرر ذكره، وثابت هو البناني، وأبو رافع الصائغ المدني اسمه نفيع بن الحارث روى له الجماعة.


(١) "المعجم الكبير" (٢٢/ ٢٤٠ رقم ٦٢٨).
(٢) "المجتبى" (٤/ ٨٤ رقم ٢٠٢٢).
(٣) "سنن ابن ماجه" (١/ ٤٨٩ رقم ١٥٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>