للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما أثر عائشة - رضي الله عنها - فأخرجه من طريقين صحيحين:

الأول: عن يونس بن عبد الأعلى، عن عبد الله بن وهب، عن مالك عن أبي النضر -واسمه سالم- بن أبي أمية القرشي التيمي روى له الجماعة، عن عائشة بنت طلحة بن عبيد الله القرشية المدنية- وأمها أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - وكانت من أجمل نساء قريش، أصدقها مصعب بن الزبير ألف ألف درهم، وذلك بعد أن مات زوجها ابن خالها عبد الله بن عبد الرحمن بن

أبي بكر الصديق روى لها الجماعة.

وأخرجه عبد الرزاق (١): عن مالك ... إلى آخره نحوه.

الثاني: عن ربيع بن سليمان المؤذن، عن شعيب بن الليث، عن الليث، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن أبي مرة -اسمه يزيد- مولى عقيل بن أبي طالب روى له الجماعة، عن حكيم بن عقال العجلي البصري وثقه ابن حبان.

وبنحو ذلك أخرج ابن حزم في "المحلى" (٢): من طريق معمر، عن أيوب السختياني، عن أبي قلابة، عن مسروق قال: "سألت عائشة أم المؤمنين: ما يحل للرجل من امرأته صائمًا؟ فقالت: كل شيء إلا الجماع".

ص: وقد حدثنا ابن أبي داود، قال: ثنا ابن أن أبي مريم، قال: حدثني يحيى بن أيوب، قال: ثنا عقيل، عن ابن شهاب، عن ثعلبة بن صعير العذري -هكذا قال ابن أن أبي مريم، وكان رسول الله - عليه السلام - قد مسح وجهه- أنه أخبره: "أنه سمع أصحاب رسول الله - عليه السلام - ينَهون الصائم عن القُبلة، ويقولون: إنها تجر إلى ما هو أكثر منها".

فقد بيَّن في هذا الحديث المعنى الذي من أجله كرهها مَن كرهها للصائم، وأنه إنما هو خوفهم عليه منها أن تجره إلى ما هو أكثر منها. فذلك دليل على أنه إذا ارتفع ذلك المعنى الذي من أجله منعوه منها؛ أنها له مباحة.


(١) "مصنف عبد الرزاق" (٤/ ١٨٣ رقم ٧٤١١).
(٢) "المحلى" (٦/ ٢١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>