للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أبو عمر: وقّت رسول الله - عليه السلام - لأهل العراق ذات عرق كما وقّت لأهل الشام الجحفة، والشام يومئذ كلها دار كفر كما كانت العراق كذلك وغيرهما من البلدان.

وقال عياض: وفي حديث جابر: قال أبو الزبير: أحسبُه رفع إلى النبي - عليه السلام - ... وذكر الحديث، وفيه: "مُهلّ أهل العراق ذات عرق".

وقال الدارقطني: وفي حديث أبي الزبير: "ومُهلّ أهل العراق" نظر، ولم يخرجه البخاري -رحمه الله-: يعني هذا الحديث، ولم يكن العراق يومئذ يعني زمن النبي - عليه السلام -.

قال القاضي: هذا مما لا يعل به الحديث؛ فقد أخبر النبي - عليه السلام - عما لم يكن في زمانه مما كان وهذا يعد من معجزاته - عليه السلام - فإنه أخبر أنه سيكون لهم مُهَلّ ويسلمون ويحجون.

ص: حدثنا محمَّد بن خزيمة، قال: ثنا عثمان بن الهيثم، قال: ثنا ابن جريج، قال: وأخبرني أبو الزبير، عن جابر، أنه سمعه يُسأل عن المهل، فقال: سمعت -ثم انتهى أراه يريد- النبى - عليه السلام -: "يُهلّ أهل المدينة من ذي الحليفة، والطريق الآخر من الجحفة، ويهل أهل العراق من ذات عرق، ويهل أهل نجد من قرن، ويهل أهل اليمن من يلملم".

ش: إسناده صحيح، وعثمان بن الهيثم بن يهم أبو عمرو البصري شيخ البخاري، وابن جريج هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج المكي روى له الجماعة، وأبو الزبير محمَّد بن مسلم بن تدرس، روى له الجماعة البخاري مقرونًا بغيره.

وأخرجه مسلم (١): حدثني محمَّد بن حاتم وعبد بن حميد، كلاهما عن محمَّد بن بكر -قال عبدٌ: أنا محمَّد- قال: أنا ابن جريج، قال: أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله يُسأل عن المهل، فقال: أحسبه رفع إلى النبي - عليه السلام - فقال: "مهل


(١) "صحيح مسلم" (٢/ ٨٤١ رقم ١١٨٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>