للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأخبر ابن عباس أن النزول في المحصب لم يكن لكونه سنة وإنما كان للعلة التي ذكرها.

وأخرجه من طريقين:

الأول: عن ربيع بن سليمان المؤذن، عن خالد بن عبد الرحمن الخراساني وثقه يحيى عن محمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن أبي ذئب المدني روى له الجماعة، عن شعبة بن دينار مولى ابن عباس، فيه مقال.

الثاني: وهو صحيح، عن ربيع أيضًا، عن خالد بن عبد الرحمن أيضاً، عن محمد بن أبي ذئب أيضًا.

عن صالح بن نبهان مولى التوأمة -عن يحيى: ثقة حجة. وعن أحمد: هو صالح الحديث ما أعلم به بأسًا.

الرابع: ما أشار إليه بقوله: حدثنا ربيع المؤذن، قال: ثنا أسد، وهو أسد بن موسى، عن سفيان بن عُيينة، عن عمرو بن دينار، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس.

وأخرجه البخاري (١) ومسلم (٢) نحوه من حديث عمرو بن دينار، عن عطاء، عن ابن عباس أنه قال: "ليس [التحصيب] (٣) بشيء؛ إنما هو منزل نزله رسول الله -عليه السلام-".

فهذا ابن عباس يخبر أن المحصب لا سنة ولا فضيلة، وإنما نزل النبي -عليه السلام- فيه كما كان ينزل في سائر المنازل، وقد عرفت أن مذهب جماعة من الصحابة منهم: ابن عباس وعائشة وأبو رافع وابن مسعود، أن التحصيب ليس بسنة، وإليه ذهب جماعة من التابعين كما ذكرناهم.


(١) "صحيح البخاري" (٢/ ٦٢٦ رقم ١٦٧٧).
(٢) "صحيح مسلم" (٢/ ٩٥٢ رقم ١٣١٢).
(٣) في "الأصل، ك": "المحصب"، والمثبت من "الصحيحين".

<<  <  ج: ص:  >  >>