للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "على المشجب" بكسر الميم وسكون الشين المعجمة والجيم، وهي أعواد توضع عليها الثياب.

قوله: "مكث رسول الله -عليه السلام- تسع سنين لم يحج" يعني في المدينة، وقد روي أنه -عليه السلام- حج بمكة حجتين.

قوله: "استثفري" أي اجعلي لنفسك كثفر الدابة ليمتنع ذلك الموضع من سيلان شيء من الدم، تنزيهًا للعبادة عن إظهار هذه النجاسة على صاحبها إذا لم تقدر على أكثر من ذلك.

قوله: "ثم ركب القصواء" بفتح القاف ممدود، ووقع عند العذري بضم القاف والقصر، وهو خطأ في هذا الموضع، والصواب الفتح ها هنا والمد، قال ابن قتيبة: كانت للنبي -عليه السلام- نوق أصابها منها: القصواء والجدعاء والعضباء. قال أبو عُبيد: العضباء اسم ناقة للنبي -عليه السلام- ولم تسم لشيء.

قال القاضي: جاء ها هنا أنه ركب القصواء وفي آخر الحديث أنه خطب على القصواء، وفي غير "مسلم" أنه خطب على ناقته الجدعاء وفي حديث آخر على ناقة خرماء وفي آخر مخضرمة وفي حديث: "أنه كانت له ناقة لا تسبق تسمى القصواء" وفي حديث آخر تسمى العضباء، فدليل هذا كله أنها ناقة واحدة خلاف ما قال ابن قتيبة، وأن ذلك كان اسمها ووصفها لهذا الذي بها، خلاف ما قال أبو عُبيد، ولكن يأتي في كتاب النذور ما يدل على أن العضباء غير القصواء.

وقال الحربي: العضب والجدع والخرم والقصو والخضرمة مثله في الأذن.

قال ابن الأعرابي: القصواء التي قطع طرف أذنها، والجدع أكثر منه، وقال الأصمعي: في القصواء مثله، قال: وكل قطع في الأذن جدع فإن جاوز الربع فهي عضباء والمخضرم المقطوع الأذنين، فإذا اصطلمتا فهي صلماء، وقال أبو عُبيدة: القصواء المقطوعة الأذنين عرضًا، والمخضرمة المستأصلة، والعضباء النصف فما فوقه، قال الحربي: فالحديث يدل على أنه اسمها، وإن كانت عضباء الأذن فقد جعل اسمها.

<<  <  ج: ص:  >  >>