للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ص: حدثنا يونس، قال: ثنا ابن وهب، قال: أخبرني الليث وابن لهيعة، عن أبي الزبير، عن جابر-رضي الله عنه- قال: "أقبلنا مع رسول الله -عليه السلام- مهلين بالحج مفردًا".

ش: هذا طريق أخر بإسناد صحيح، ورجاله رجال الصحيح ما خلا عبد الله بن لهيعة، فهو وإن كان فيه مقال ولكنه ذكر متابعة، وأبو الزبير محمد بن مسلم بن تدرس المكي.

وأخرجه أبو داود (١) مطولاً: ثنا قتيبة بن سعيد، قال: نا الليث، عن أبي الزبير، عن جابر -رضي الله عنه- قال: "أقبلنا مهلين مع رسول الله -عليه السلام- بالحج مفردًا، وأقبلت عائشة مهلة بعمرة، حتى إذا كانت بسرف عركت، حتى إذا قدمنا طفنا بالكعبة وبالصفا والمروة، فأمرنا رسول الله -عليه السلام- أن يحل منا من لم يكن معه هدي قال: فقلنا: حل ماذا؟ قال: الحل كله، فواقعنا النساء وتطيبنا بالطيب ولبسنا ثيابنا وليس بيننا وبين عرفة إلاَّ أربع ليال، ثم أهللنا يوم التروية، ثم دخل رسول الله -عليه السلام- على عائشة فوجدها تبكي، فقال: ما شأنك؟! قالت: شأني أني حضت وقد حل الناس ولم أحلل ولم أطف بالبيت والناس يذهبون إلى الحج الآن، قال: إن هذا أمر كتبه الله على بنات آدم، فاغتسلي ثم أهلي بالحج، ففعلت ووقفت المواقف حتى إذا طهرت طافت بالبيت وبالصفا والمروة، ثم قال: قد حللت من حجك وعمرتك جميعًا، قالت: يا رسول الله إني أجد في نفسي أني لم أطف بالبيت حتى حججت قال: فاذهب بها يا عبد الرحمن فأعمرها من التنعيم وذلك ليلة الحصبة".

وأخرجه مسلم (٢) والنسائي (٣).

وقوله: (عَرَكَت) بعين وراء مهملتين مفتوحتين أي حاضت، والعارك: الحائض.

ص: قال أبو جعفر -رحمه الله-: فذهب إلى هذا قوم، فقالوا: الإِفراد أفضل من التمتع والقران، وقالوا: به كان إحرام رسول الله -عليه السلام- في حجة الوداع.


(١) "سنن أبي داود" (٢/ ١٥٤ رقم ١٧٨٥).
(٢) "صحيح مسلم" (٢/ ٨٨١ رقم ١٢١٣).
(٣) "المجتبى" (٥/ ١٦٤ رقم ٢٧٦٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>