للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعالى: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ} (١) يعني لمن دخل فيه، وما أعلم من الصحابة من يجيز ذلك إلاَّ ابن عباس وتابعه أحمد وداود دون سائر الفقهاء ولكنهم على أن فسخ الحج في العمرة خص به أصحاب رسول الله -عليه السلام-.

ص: حدثنا فهد، قال: ثنا محمد بن سعيد، قال: ثنا ابن المبارك، عن سليمان التيميّ، عن غنيم بن قيس قال: "سألت سعد بن مالك عن متعة الحج، فقال: فعلناها وهو يومئذ مشرك بالعُرش -يعني معاوية يعني عروش بيوت مكة".

ش: إسناده صحيح، وابن المبارك هو عبد الله بن المبارك الزاهد المشهور، وسليمان التيمي هو ابن طرخان، وغنيم بن قيس المازني الكعبي البصري أدرك النبي -عليه السلام-، ولم يره، روى له الجماعة سوى البخاري.

وسعد بن مالك هو سعد بن أبي وقاص أحد العشرة المبشرة.

وأخرجه مسلم (٢): ثنا سعيد بن منصور وابن أبي عمر جميعًا، عن الفزاري -قال سعيد: نا مروان بن معاوية- قال: أنا سليمان التيمي، عن غنيم بن قيس قال: "سألت سعد بن مالك [أبي] (٣) وقاص عن المتعة، فقال: قد فعلناها، وهذا يومئذ كافر بالعُرُش يعني بيوت مكة".

وله في رواية: "يعني معاوية" وفي أخرى: "المتعة في الحج".

قوله: "وهو يومئذ" أي معاوية بن أبي سفيان.

"يومئذ مشرك" أراد أنه لم يسلم بعد.

قوله: "بالعُرش" بضم العين والراء جمع عريش وأراد عُرُش مكة وهي بيوتها، وقال أبو عبيد: وسميت بيوت مكة عُرشًا لأنها عيدان تنصب وتظل عليها، ويقال


(١) سورة البقرة، آية: [١٩٦].
(٢) "صحيح مسلم" (٢/ ٨٩٨ رقم ١٢٢٥).
(٣) ليست في "الأصل، ك"، وفي "صحيح مسلم": "سعد بن أبي وقاص". واسم أبي وقاص: مالك.

<<  <  ج: ص:  >  >>