للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأبو داود (١): عن القعنبي، عن مالك.

والنسائي (٢): عن محمد بن سلمة، عن ابن القاسم، عن مالك.

وابن ماجه (٣): عن أبي بكر بن أبي شيبة عن أبي أسامة، عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر: "أن حفصة زوج النبي -عليه السلام- قالت: يا رسول الله ما شأن الناس .. " إلى آخره نحوه.

قوله: "ما شأن الناس" أي ما لهم وما حالهم.

قوله: "إني لبدت رأسي" من التلبيد وهو أن يضفره ويجعل فيه شيئًا من صمغ وشبهه ليجتمع ويتلبد فلا يتخلله الغبار ولا يصيبه الشعث ولا يحصل منه قمل، وإنما يُلبد من يطول مكثه في الإِحرام. ونص الشافعي وأصحابه على استحبابه للرفق.

وقال أبو عمر: زعم بعض الناس أنه لم يقل أحد في هذا الحديث عن نافع: "ولم تحل أنت من عمرتك" إلاَّ مالك وحده قال: وهذه اللفظة قد قالها عن نافع جماعة منهم: عبيد الله بن عمر وأيوب بن أبي تميمة وهما ومالك حفاظ أصحاب نافع. انتهى. وقال السفاقسي في قولها: "ما شأن الناس حلوا ولم تحلل أنت من عمرتك": يحتمل أن تريد من حجك؛ لأن معناهما متقارب، يقال: حجَّ الرجل البيت إذا قصده واعتمره إذا قصده، فعبرت بأحدهما عن الآخر وإن كان يقع كل واحد منهما على نوع مخصوص من القصد والنسك.

وقيل: إنها لما سمعته يأمر الناس بسرف بفسخ الحج في العمرة ظنت أنه فسخ الحج فيها وقيل: اعتقدت أنه كان معتمرًا.


(١) "سنن أبي داود" (٢/ ١٦١ رقم ١٨٠٦).
(٢) "المجتبى" (٥/ ١٧٢ رقم ٢٧٨١).
(٣) "سنن ابن ماجه" (٢/ ١٠١٢ رقم ٣٠٤٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>