للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأخرجه أبو داود (١): ثنا النفيلي قال: ثنا زهير ... إلى آخره نحوه سواء.

وأخرجه النسائي (٢): أيضًا نحوه، وأخرجه ابن ماجه مختصرًا (٣)، وقال يحيى بن سعيد القطان: لم يسمع مجاهد من عائشة وكان شعبة ينكر أن يكون مجاهد سمع من عائشة وقال يحيى بن معين: لم يسمع مجاهد من عائشة وقال أبو حاتم الرازي: مجاهد عن عائشة مرسل.

قلت: أخرج البخاري (٤) ومسلم (٥) في "صحيحيهما" حديث مجاهد عن عائشة -رضي الله عنها-.

ص: فإن قال قائل: فكيف تقبلون مثل هذا عن عائشة وقد رويتم عنها في أول هذا الباب ما قد رويتم من إفراد رسول الله -عليه السلام- وعلى ما ذكرتم؟ قيل له: ذلك عندنا والله أعلم، على نظير ما صححنا عليه حديث ابن عباس فيكون ما قد علمت عائشة من أمر رسول الله -عليه السلام- أنه ابتدأ فأحرم بعمرة لم يقرنها حينئذ بحجة فمضى فيها على أن يحج وقت الحج فكان في ذلك متمتعًا بها، ثم أحرم بحجة منفردة في إحرامه بها لم يبتد معها إحرامًا بعمرة فصار بذلك قارنًا لها إلى عمرته المتقدمة فقد كان في إحرامه على أشياء مختلفة، كان في أوله متمتعًا وصار محرمًا بحجة أفردها في إحرامه فلزمته مع العمرة التي قد كان قدمها، فصار في معنى القارن والمتمتع وأرادت -يعني- عائشة بذكرها الإِفراد خلافًا للدين يروون أن النبي -عليه السلام- أهلَّ بهما جميعًا.

ش: تقرير السؤال أن يقال: كيف تقبلون هذا الحديث عن عائشة وتحتجون به فيما ذهبتم إليه والحال أنكم قد رويتم عنها في أول الباب من طريق عن مالك، عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه، عن عائشة: "أن رسول الله -عليه السلام- أفرد بالحج " ومن


(١) "سنن أبي داود" (٢/ ٢٠٥ رقم ١٩٩٢).
(٢) "السنن الكبرى" (٢/ ٤٧٠ رقم ٤٢١٨).
(٣) "سنن ابن ماجه" (٢/ ٩٩٩ رقم ٣٠٠٣).
(٤) "صحيح البخاري" (٢/ ٦٣٠ رقم ١٦٨٥).
(٥) "صحيح مسلم" (٢/ ٩١٦ رقم ١٢٥٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>