للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأخرجه الحاكم (١) وقال: صحيح على شرطهما ولم يخرجاه.

وأما حديث جابر فأخرجه الترمذي (٢) محسنًا عنه: "أن رسول الله -عليه السلام- قرن الحج والعمرة".

قال أبو حاتم الرازي: هذا حديث منكر بهذا الإِسناد.

وأما حديث معاوية فأخرجه أبو داود (٣): من حديث أبي شيخ خيوان: "أن معاوية قال للصحابة: هل تعلمون أن النبي -عليه السلام- نهى أن يقرن بين الحج والعمرة؟ فقالوا: لا".

وأما حديث الهرماس بن زياد فأخرجه الكجي في "سننه" (٤): ثنا سليمان بن داود، نا يحيى بن ضريس، عن عكرمة بن عمار، عن الهرماس بن زياد، قال: "سمعت النبي -عليه السلام- على ناقته قال: لبيك حجة وعمرة معًا".

وأما حديث أبي هريرة فأخرجه "مسلم" (٥) عنه عن النبي -عليه السلام-: "والذي نفسي بيده ليهلن ابن مريم بفج الروحاء حاجًّا أو معتمرًا أو ليثنيهما".

فهؤلاء خمسة عشر صحابيًّا رووا القران عن النبي -عليه السلام-.

وقال الخطابي: جواز القران بين الحج والعمرة إجماع من الأئمة، ولا يجوز أن يتفقوا على جواز شيء نهي عنه، والله أعلم.

ص: فقد اختلفوا عن النبي -عليه السلام- في إحرامه في حجة الوداع ما كان؟ فقالوا: ما روينا وتنازعوا في ذلك على ما قد ذكرنا وقد أحاط علمنا أنه لم يكن إلا على أحد


(١) "مستدرك الحاكم" (١/ ٦٤٥ رقم ١٧٣٧).
(٢) "جامع الترمذي" (٣/ ٢٨٣ رقم ٩٤٧).
(٣) "سنن أبي داود" (٢/ ١٥٧ رقم ١٧٩٤).
(٤) ورواه عبد الله بن أحمد في زوائده على "المسند" (٣/ ٤٨٥ رقم ١٦٠١٤)، وعنه الطبراني في "الكبير" (٢٢/ ٢٠٣ رقم ٥٣٤)، و"الأوسط" (٤/ ٣٢٢ رقم ٤٣٢٧)، وأعله أحمد بن حنبل، وأبو حاتم الرازي كما في "علل ابن أبي حاتم" (١/ ٢٩٢).
(٥) "صحيح مسلم" (٢/ ٩١٥ رقم ١٢٥٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>