الأول: عن يونس بن عبد الأعلى المصري، عن سفيان بن عيينة، عن أبي يعفور العبدي واسمه: واقد ولقبه وقدان، روى له الجماعة، عن رجل من خزاعة -وكان الحجاج بن يوسف الثقفي استعمله على مكة- قال سفيان بن عيينة: هو عبد الرحمن بن الحارث، وكان استعمال الحجاج إياه على مكة سنة ثلاث وسبعين، وهي السنة التي قتل فيها عبد الله بن الزبير -رضي الله عنهما-.
الثاني: عن محمد بن خزيمة، عن حجاج بن منهال شيخ البخاري، عن أبي عوانة الوضاح اليشكري، عن أبي يعفور ... إلى آخره.
وأخرجه البيهقي في "سننه"(١): من حديث أبي عوانة، عن أبي يعفور، عن شيخ من خزاعة استخلفه الحجاج على مكة قال:"إن عمر كان رجلاً شديدًا، وكان يزاحم عند الركن، فقال له رسول الله -عليه السلام-: يا عمر، لا تزاحم عند الركن؛ فإنك تؤذي الضعيف، فإن رأيت خلوةً فاستلمه، وإلَّا فاستقبله وكبِّر وامض" ثم قال: ورواه ابن عيينة، عن أبي يعفور، عن الخزاعي، ثم قال ابن عيينة: هو عبد الرحمن ابن الحارث.
قوله:"ولا سيما إذ قد جعل النبي -عليه السلام- ... إلى آخره""لا سيما" بمعنى خصوصًا، و"إذْ" للتعليل، وأراد بهذا تأكيد ما قاله من أن التكبير عند استلام الحجر لافتتاح الطواف كما أن التكبير في أول الصلاة لافتتاح الصلاة، وكما أنه ترفع اليدان في التكبير لافتتاح الصلاة، فكذلك ترفعان في التكبير لافتتاح الطواف، خصوصًا الطواف بالبيت صلاة، لقوله -عليه السلام-: "الطواف بالبيت صلاة".
وأخرجه عن ابن عباس -رضي الله عنهما- من طريقين صحيحين:
الأول: عن ربيع بن سليمان المؤذن، عن أسد بن موسى، عن الفضيل بن عياض الزاهد المشهور، عن عطاء بن السائب بن مالك الكوفي، عن طاوس اليماني، عن ابن عباس.