الحجاج بن أرطاة، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله:"أن النبي -عليه السلام- قرن بين الحج والعمرة، فطاف لهما طوافًا واحدًا".
قيل لهم: ما أعجب هذا؟! إنكم تحتجون بمثل هذا، وقد رويتم عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر:"أن رسول الله -عليه السلام- أفرد الحج".
وعن ابن جريج والأوزاعي وعمرو بن دينار وقيس بن سعد، عن عطاء، عن جابر:"أنهم قدموا صبيحة رابعة مهلين بالحج، فأمرهم رسول الله -عليه السلام- أن يجعلوها عمرة، وهو على الصفا في آخر طواف".
فكيف تقبلون مثل هلا وتدعون مثل هذا؟!.
ش: يعقوب بن حميد فيه مقال، فعن يحيى: ليس بشيء، وعنه: ليس بثقة.
والحجاج بن أرطاة، أيضًا فيه مقال، فقال الدارقطني: لا يحتج به، وقال النسائي: ليس بالقوي.
ومحمد بن خازم -بالخاء والزاي المعجمتين- أبو معاوية الضرير، روى له الجماعة.
وأبو الزبير محمد بن مسلم بن تدرس المكي، روى له الجماعة البخاري مستشهدًا.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه"(١): نا أبو معاوية، عن حجاج، عن أبي الزبير، عن جابر "أن النبي -عليه السلام- طاف لهما طواًفا واحدًا".
قوله:"قيل لهم: ما أعجب هذا .. " إلى آخره، جواب عن هذا الحديث بطريق الإِنكار عليهم في احتجاجهم به؛ لأنهم متناقضون في كلامهم؛ لأنهم رووا من طريق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر، عن النبي -عليه السلام-: "أنه أفرد الحج" ثم يستدلون بما رووا عن جابر أيضًا: "أن رسول الله -عليه السلام- قرن بين الحج والعمرة" فهذا أمر عجيب، حيث يستدلون بحديثين متناقضين، ويجعلون كلًا منهما