قوله:"فدل ذلك" أي أمر النبي -عليه السلام- إياهم بأن لا يرموا إلاَّ مصبحين على أن الوقت الذي أمرهم برمي الجمرة فيه ليس أول طلوع الفجر، ولكن أوله الإِصباح الذي يكون بعد ذلك.
ص: فاحتمل أن يكون ذلك الإِصباح هو طلوع الشمس، واحتمل أن يكون قبل ذلك، فنظرنا في ذلك فإذا ابن أبي داود قد حدثنا، قال: ثنا أحمد بن عبد الله بن يونس، قال: ثنا أبو بكر بن عياش، عن الأعمش، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس قال: قال رسول الله -عليه السلام- لبني هاشم:"يا بني أخي، تعجلوا قبل زحام الناس، ولا ترموا الجمرة حتى تطلع الشمس".
حدثنا سليمان بن شعيب، قال: ثنا خالد بن عبد الرحمن، قال: ثنا المسعودي، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس قال:"قدَّم رسول الله -عليه السلام- ضعفة أهله ليلة الجمع قال: فأتى رسول الله -عليه السلام- إنسانًا منهم، فحرك فخذه وقال: لا ترمين جمرة العقبة حتى تطلع الشمس".
حدثنا محمد بن عمرو بن يونس قال: ثنا يحيى بن عيسى (ح).
وحدثنا ابن مرزوق، قال: ثنا محمد بن كثير (ح).
وحدثنا الحسين بن نصر، قال: ثنا أبو نعيم، قالوا: ثنا سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن الحسن العرني، عن ابن عباس، قال:"قدمنا رسول الله -عليه السلام- أغيلمة بني عبد المطلب من جمع بليل، فجعل يلطح أفخاذنا ويقول: أي بني، لا ترموا جمرة العقبة حتى تطلع الشمس".
حدثنا فهد، قال: ثنا محمد بن عمران بن أبي ليلى، قال: ثنا أبي، قال: ثنا ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس، عن رسول الله -عليه السلام- مثله، غير أنه قال:"وكان يأخذ بعضد كل إنسان منا".
حدثنا ابن مرزوق، قال: ثنا أبو عاصم، عن سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن الحسن العُرني، عن ابن عباس قال:"أفضنا من جمع، فلما أن صرنا بمنى قال رسول الله -عليه السلام-: لا ترموا جمرة العقبة حتى تطلع الشمس".