للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها ما رواه سفيان بن أبي زهير -رضي الله عنه-:

أخرجه عن حسين بن نصر بن المعارك، عن يحيى بن صالح الوُحَاظي أبي زكرياء الشامي الدمشقي شيخ البخاري، عن معاوية بن أبي سلام الحبشي الأسود، عن يحيى بن أبي كثير، عن السائب بن يزيد الصحابي، عن سفيان بن أبي زهير واسمه القرد الأزدي الشنائي.

وهذا إسناد صحيح.

وأخرجه البخاري في "الزراعة" (١): عن عبد الله بن يوسف، عن مالك، عن يزيد بن خصيفة، عن السائب بن يزيد، عن سفيان بن أبي زهير، عن النبي -عليه السلام- أنه قال: "من اقتنى كلبًا لا يغني عنه زرعًا ولا ضرعًا نقص من عمله كل يوم قيراط".

وأخرجه أيضًا في "بدء الخلق" (٢): عن القعنبي، عن سليمان بن بلال.

وأخرجه مسلم (٣): نا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك، عن يزيد بن خصيفة ... إلى آخره.

قوله: "كل يوم قيراط" أراد بالقيراط ها هنا جرامًا، وهو في الأصل جزء من أجزاء الدينار وهو نصف عشره في أكثر البلاد، وأهل الشام يجعلونه جزءًا من أربعة وعشرين، والياء فيه بدل من الراء؛ فإن أصله قرَّاط، ويجمع على قراريط، وقد جاء في حديث آخر "قيراطان". وفي الرواية الأخرى "نقص من عمله" والكل يرجع إلى معنى واحد: أي من أجر عمله (٤).


(١) "صحيح البخاري" (٢/ ٨١٨ رقم ٢١٩٨).
(٢) "صحيح البخاري" (٣/ ١٢٠٧ رقم ٣١٤٧).
(٣) "صحيح مسلم" (٣/ ١٢٠٤ رقم ١٥٧٦).
(٤) قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" (٥/ ٧): واختلف في القيراطين المذكورين هنا هل هما كالقيراطين المذكورين في الصلاة على الجنازة واتباعها -أي مثل جبل أحد من الأجر-؟ فقيل بالتسوية، وقيل: اللذان في الجنازة من باب الفضل، واللذان هنا من باب العقوبة، وباب الفضل أوسع من غيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>