وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (١): عن سفيان الثوري، عن أبي إسحاق الشيباني، عن السفاح بن مطر التغلبي، عن داود بن كردوس: "أن عبادة بن النعمان بن زرعة أسلمت امرأته التميمية وأبى أن يُسلم، ففرق عمر -رضي الله عنه- بينهما".
الثاني: عن أبي بكرة بكار القاضي، عن هلال بن يحيى بن مسلم الرأي البصري، عن أبي يوسف يعقوب بن إبراهيم القاضي، عن أبي إسحاق الشيباني. . . إلى آخره نحوه.
فإن قيل: قال ابن حزم: السفاح وداود بن كردوس مجهولان. وقال الأزدي: داود بن كردوس مجهول. وقاله الذهبي أيضًا.
قلت: رجال الإِسنادين كلهم ثقات.
أما أبو بشر فإنه وثقه ابن يونس.
وأما أبو معاوية فإنه من رجال السنة.
وأما أبو إسحاق الشيباني فكذلك من رجال السنة.
وأما السفاح بن مطر فإن ابن حبان ذكره في "الثقات"، وروى له أبو داود في "المراسيل".
وأما داود بن كردوس فإن ابن حبان ذكره في التابعين "الثقات"، وذكره ابن أبي حاتم في كتاب "الجرح والتعديل" ولم يتعرض إليه بشيء.
وأما أبو بكرة فإنه لا يشك في ثقته ودينه وأمانته وزهده المشهور بين الأنام.
وأما هلال بن يحيى الرأي فقد أثنى عليه جماعة بخير.
وأما أبو يوسف فأبو يوسف، وهو أجلّ من أن يذكر بشيء.
ص: وأما ما روي عن علي -رضي الله عنه- في ذلك: فما حدثنا نصر بن مرزوق، قال: ثنا
(١) "مصنف عبد الرزاق" (٦/ ٨٣ رقم ١٠٠٨١) بنحوه من طريق الثوري عن سليمان الشيباني قال: "أنبأني ابن المرأة التي فرق بينهما عمر حين عرض عليه الإِسلام فأبى، ففرق بينهما".