للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إنه أراد معنى مخصوصًا من ذلك لا يجوز إلا بدليل يدل عليه، فلما كان كذلك نظرنا في ذلك فوجدنا حديثي الصعب بن جثامة وأبي هريرة -رضي الله عنه- يدلان على أن الحكم الأرضين إلى الأئمة لا إلى غيرهم؛ فبيَّنا حينئذ ما تحتمل الأحاديث الأُوَل وترجح بهذا أحد الاحتمالين المذكورين وهو: أن معناها بأمر الإِمام، فبهذا حصل التوافق بين هذه الآثار كلها, ولم يبق فيها ما يخالف بعضها بعضًا.

ثم إنه أخرج حديث الصعب بن جثامة من طريقين:

الأول: رجاله كلهم رجال الصحيح: عن يونس بن عبد الأعلى شيخ مسلم، عن سفيان بن عيينة، عن محمد بن مسلم الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن عبد الله بن عباس، عن الصعب.

وأخرجه مسلم (١): عن يحيى بن يحيى وسعيد بن منصور وعمرو الناقد، عن سفيان، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله. . . إلى آخره نحوه.

وأخرجه أبو داود (٢): عن ابن السرح، عن ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب، عن عبيد بن عبد الله. . . إلى آخره نحوه.

الثاني: عن يزيد بن سنان القزاز شيخ النسائي، وعن إبراهيم بن أبي داود البرلسي كلاهما، عن سعيد بن منصور الخراساني، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد -بالنون- فيه مقال، عن عبد الرحمن بن الحارث، عن الزهري. . . إلى آخره.

وأخرجه أبو داود (٣): ثنا سعيد بن منصور، قال: ثنا عبد العزيز بن محمد، عن


(١) لم أجده في "صحيح مسلم"، ولم يعزه المزي إليه في "التحفة". انظر "التحفة" (٤/ ١٨٦ رقم ٤٩٤١)، وذكره الحافظ ابن حجر في الأحاديث التي إنفرد بها البخاري عن مسلم في آخر باب المساقاة. انظر "الفتح" (٥/ ٦٤).
وبهذا السند أخرج مسلم حديثًا آخر (٣/ ١٣٦٤ رقم ١٧٤٥) فلعله انتقال نظر منه حيث ينقل من أطراف ابن عساكر. وهو أصل كتاب "تحفة الأشراف" والله أعلم.
(٢) "سنن أبي داود" (٢/ ١٩٦ رقم ٣٠٨٣).
(٣) "سنن أبي داود" (٢/ ١٩٧ رقم ٣٠٨٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>