وقال الخطابي: وقد عد قوم أن أكل الثوم من الأعذار المبيحة للتخلف عن الجماعة لهذا الحديث، ولا حجة في هذا لأن الحديث إنما ورد مورد التوبيخ والعقوبة لآكلها؛ لما حرمه من فضيلة الجماعة.
ص: وقد حدثنا علي بن معبد، قال: ثنا يونس بن محمَّد، قال: ثنا خالد بن ميسرة، عن معاوية بن قرة، عن أبيه، عن النبي -عليه السلام- قال:"من أكل من هاتين الشجرتين الخبيثتين فلا يقربن مسجدنا، فإن كنتم لابد آكليهما فأميتوهما طبخًا".
فهذا رسول الله -عليه السلام- قد أباح أكلهما بعد ذهاب ريحهما، فدل ذلك أن نهيه عن أكلهما إنما كان كراهية ريحهما لا لأنهما حرام في أنفسهما.
ش: من الآثار التي دلت على ما ذهب إليه الجمهور: حديث قرة بن إياس بن هلال بن رئاب المزني الصحابي.
أخرجه بإسناد صحيح، عن علي بن معبد بن نوح المصري، عن يونس بن محمَّد بن مسلم البغدادي المؤدب، عن خالد بن ميسرة العطار البصري، عن معاوية بن قرة، عن أبيه.
وأخرجه أبو داود (١): نا عباس بن عبد العظيم، قال: ثنا عبد الملك بن عمرو أبو عامر، قال: نا خالد بن ميسرة -يعني العطار- عن معاوية بن قرة، عن أبيه:"أن النبي -عليه السلام- نهى عن هاتين الشجرتين، وقال: من أكلهما فلا يقربن مسجدنا، وقال: إن كنتم لابد آكليهما فأميتوهما طبخًا".
ص: وقد حدثنا علي بن شيبة، قال: ثنا يزيد بن هارون، قال: أنا أبو هلال الراسبي وغيره، عن حميد بن هلال، عن أبي بردة بن أبي موسى، عن المغيرة بن شعبة، قال: "أكلت الثوم على عهد رسول الله -عليه السلام- فأتيت المسجد وقد سبقت بركعة، فدخلت معهم في الصلاة فوجد رسول الله -عليه السلام- ريحه، فلما سلم قال: من أكل من هذه الشجرة الخبيثة فلا يقربن مصلانا حتى يذهب ريحها، فأتممت صلاتي، فلما