وأخرجه الطبراني (١): ثنا يحيى بن عثمان بن صالح، ثنا أصبغ بن الفرج (ح).
وحدثنا أحمد بن رشدين، ثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، عن أبي عشانة عن عقبة بن عامر:"أن رسول الله -عليه السلام- كان يمنع أهله الحلية والحرير، ويقول: إن كنتن تحببن حلية الجنة وحريرها، فلا تمسوها في الدنيا".
ص: قيل لهم: أما قول النبي -عليه السلام-: "من لبسه في الدنيا لم يلبسه في الآخرة".
فقد روي ذلك، وقد يجوز أن يكون النبي -عليه السلام- أراد به الرجال خاصة، ويجوز أن يكون أراد به الرجال والنساء، وما ذكرنا من حديث عليّ وعبد الله بن عمرو وزيد بن أرقم، وأبي موسى - رضي الله عنهم - يخبرون أن النبي -عليه السلام- إنما أراد به الرجال دون النساء فهو أولى، وهذا المعنى أولى أن يُحمل عليه وجه هذا الحديث حتى لا يضاد ما ذكرنا قبله، ولئن كان ما ذكروه عن ابن عمر وابن الزبير في ذلك حجة فإن ما ذكرناه عن علي - رضي الله عنه - مما يخالف ذلك أحرى أن يكون حجة.
ش: أي قيل لهؤلاء الآخرين، وهذا جواب عما قال هؤلاء، وهو ظاهر. وجواب آخر: أن ابن عمر وابن الزبير - رضي الله عنهم - لم يبلغهما الحديث المخصص لعموم الحرمة في قوله:"من لبسه في الدنيا لم يلبسه في الآخرة" ولهذا سَوَّيَا في الرجال والنساء في الحرمة، وأما حديث عقبة فيحتمل أن يكون قبل حديث عليّ - رضي الله عنه -.
ص: وقد روي في هذا أيضًا عن ابن عمر عن النبي -عليه السلام- خلاف ذلك.
حدثنا يزيد بن سنان وابن مرزوق، قالا: ثنا وهب بن جرير، قال: ثنا أبي، قال: سمعت نافعًا يحدث، عن ابن عمر قال: "رأى عمر - رضي الله عنه - عطاردًا التميمي يقيم في السوق حلة سيراء، فقال عمر: يا رسول الله، لو اشتريتها لوفد العرب إذا وفدوا عليك؟ فقال رسول الله -عليه السلام-: إنما يلبس الحرير في الدنيا من لا خلاق له في