للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال حسان: قد آن لكم أن ترسلوا إلى هذا الأسد الضارب بِذَنَبِه، ثم أدلع لسانه فجعل يحركه، فقال: والذي بعثك بالحق لأقرينهم بلساني قري الأديم، فقال رسول الله -عليه السلام-: لا تعمل؛ فإن أبا بكر أعلم قريش بأنسابها، وإن لي فيهم نسبًا يُلَخِّص لك نسبي، فأتاه حسان ثم رجع فقال: يا رسول الله قد لخص لي نسبك والذي بعثك بالحق لأسلَّنك منهم كما تُسَلُّ الشعرة من العجين، قالت عائشة - رضي الله عنها -: فسمعت رسول الله -عليه السلام- يقول لحسان: إن رُوح القدس لا تزال تؤيدك ما نافحت عن الله ورسوله.

وقالت: سمعت رسول الله -عليه السلام- يقول: هجاهم حسان فشفي واستشفى، قال حسان:

هجوت محمدًا فأجبت عنه ... وعند الله في ذاك الجزاءُ

هجوت مباركًا برًّا حنيفًا ... رسول الله شيمته الوفاءُ

فإن أبي ووالده وعرضي ... لعرض محمد منكم وقاءُ

ثكلتُ بنيتي إن لم تروها ... تثير النقع من كنفي كداء

ينازعن الأعنة مصعداتٍ ... علي أكتافها الأسُل الظماءُ

تظل جيادنا متمطرات ... تلطمهن بالخمر النساء

فإن أعرضتم عنا اعتمرنا ... وكان الفتح وانكشف الغطاء

وإلا فاصبروا لضراب يومٍ ... يعز الله فيه من يشاءُ

وقال الله قد أرسلت عبدًا ... يقول الحق ليس به خفاءُ

وقال الله قد أرسلت جندًا ... هم الأنصار عزمتها مضاءُ

لنا في كل يوم من معد ... سباتٌ أو قتالٌ أو هجاء

فمن يهجو رسول الله منكم ... ويمدحه وينصره سواء

وجبريل رسول الله فينا ... وروح القدس ليس لنا كفاء

<<  <  ج: ص:  >  >>