قوله:"من كنفي كَدَاء" أي من ناحية كداء -وهو بفتح الكاف وبالمد- بأعلي مكة عند المقبرة، ويسمى الناحية المعلى وهنالك المحصب، وليس بمحصب مني، وكان باب بني شيبة بإزاء، وكدا بالقصر والضم مصروفًا، هو بأسفل مكة، وهو بقرب شعب الشافعيين، وابن الزبير عند قُعَيْقِعَان، وهناك موضع آخر يقال له: كُدي مصغر، وإنما هو لمن خرج من مكة إلى اليمن، فهو في طريقه، وليس من هذين المقدمين في شيء.
ثم اعلم أن هذا البيت إذا قرئ هكذا: تثير النقع من كنفي كداء؛ يكون فيه إقواء وهو من عيوب الشعر. والإقواء هو اختلاف المجري الذي هو حركة الروي بالضم والكسر والفتح؛ وذلك لأن أواخر أبيات القصيدة كلها مرفوع ما خلا قوله: من كنفي كداء، فإنه مجرور بالإضافة، وهذا اختلاف كما ترى، وقد نبه الطحاوي على الصحيح من الرواية بقوله: وأهل العلم بالعربية يَرْوُون البيت الأول علي غير ذلك. . . . إلى آخره، فإنهم يروون هكذا.
ثكلت بنيتي إن لم تروها ... تثير النقع موعدها كداء
فإنه علي هذه الرواية تستقيم أبيات القصيدة، ويرتفع الإقواء؛ لارتفاع كداء بالخبرية عن قوله:"موعدها" أي موعد الخيول، أراد موعد دخولها ناحية كداء.
قوله:"ينازعن الأعنة" وفي بعض الرويات: "يبارين الأعنة" من المباراة وهي المجاراة والمسابقة، وفي رواية البيهقي في "سننه"(١): "تنازعن الأسنة" وهي جمع سنان الرمح، و"الأعنة" جمع عنان الفرس، والضمير في تنازعني يرجع إلى الخيول.
قوله:"مشرعات" حال من الضمير الذي في تنازعن، وفي رواية:"مصعدات"، وهي "الصحيحة" ومعناه مقبلات متوجهات نحوكم، يقال صعد إلي فوق صعودًا إذا طلع، وأصعد في الأرض إذا مضي وسار.
قوله:"بالخُمر" بضم الخاء المعجمة: جمع خمار المرأة.