للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نونت استزدته من حديث ما غير معهود؛ لأن التنوين للتكثير، فإذا أسكته وكففته قلت: إيهًا بالنصب.

قوله: "مائة قافية" أي مائة بيت مقفي.

قوله: "كاد ابن أبي الصلت يُسْلِمُ" أي قرب إسلامه بهذه الأبيات، وقد عُلِمَ أن "كاد" من أفعال المقاربة، وخبره في الغالب يكون فعلًا مضارعًا مجردًا من "أن" كما في قوله تعالي: {وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ} (١) و {لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ} (٢) , و {كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ} (٣)، وخبره هاهنا قوله: يُسْلِم، وقد يجيء بـ "أن" نثرًا ونظمًا، فمن النثر: قول عمر - رضي الله عنه -: "ما كدت أن أصلي العصر حتى كادت الشمس أن تغرب" وقول أنس بن مالك: "فما كدنا أن نصل إلى مباركنا"، وقول جبير بن مطعم: "كاد قلبي أن يطير"، ومن النظم قول الشاعر:

فما اجتمع الهلباخ في بطن حرة ... مع التمر إلا كاد أن يتكلما

الهلباخ: اللبن الخاثر.

ص: حدثنا محمَّد بن داود، قال: ثنا معلي بن عبد الرحمن الواسطي، قال: ثنا عبد الحميد بن جعفر، عن عمر بن الحكم، عن جابر بن عبد الله، قال: قال الأقرع بن حابس لشباب من شبابهم: "قم فاذكر فضلك وفضل قومك، فقام فقال:

نحن الكرام فُلا حيٌّ يعادلنَا ... نحنُ الكرامُ وفينا يُقسمُ الرُّبُعُ

ونَطْعِمُ النَّاس عِنْدَ القَحْطِ كُلَّهُمُ ... من السديف إذا لم يؤنس القَزَعُ

فإذا أَبينَا فلا يعدل بنا أحد ... إنا كرامٌ وعندَ الفَخْرِ نَرْتَفِعُ


(١) سورة البقرة، آية: [٧١].
(٢) سورة النساء، آية: [٧٨].
(٣) سورة التوبة، آية: [١١٧].

<<  <  ج: ص:  >  >>