للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غير الحربي، ثم يشير المهاجرون وفيهم علي - رضي الله عنه - على عثمان - رضي الله عنه - بقتل عبيد الله بكافر ذمي، ولكن معناه هو على ما ذكرنا من إرادته الكافر الذي لا ذمة له.

ش: ذكر هذا شاهدًا لصحة تأويل قوله -عليه السلام-: "لا يُقتل المؤمن بكافر" أي بكافر حربي لا الكافر الذي له عهد وذمة، ولصحة ما ذكر عن علي - رضي الله عنه - أنه على هذا التأويل.

وأخرجه بإسناد صحيح، ورجاله كلهم رجال الصحيح ما خلا إبراهيم.

وعُقيل -بضم العين وفتح القاف- هو ابن خالد الأيلي.

وابن شهاب: هو محمَّد بن مسلم بن شهاب الزهري.

بيان ذلك: أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - لما قتله أبو لؤلؤة قتل عبيد الله بن عمر الهرمزان وجفينة وابنة أبي لؤلؤة الصغيرة، ثم لما ولي عثمان - رضي الله عنه - الخلافة، أشار المهاجرون كلهم على عثمان بأن يقتل عبيد الله بن عمر، وكان أكثر الناس مع عبيد الله يقولون: أبْعد الله جفينة والهرمزان، كيف يقتل عبيد الله بهما؟! فوقع في ذلك اختلاف كثير بين الناس، ثم أشار عمرو بن العاص على عثمان بالكف عن قتل عبيد الله، لأن قضيته لم تقع في سلطان عثمان - رضي الله عنه - وإنما كانت قبل أن بُويع له فأغناه الله تعالى عن ذلك، فأعرض عثمان عن عبيد الله، وتفرق الناس على كلام عمرو بن العاص.

ففي هذا أشار المهاجرون على عثمان بقتل عبيد الله لأجل جفينة والهرمزان، والحال أن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - كان فيهم، فكيف يجوز لعلي - رضي الله عنه - أن يشير مع المهاجرين بقتل عبيد الله، والحال أنه قد روي عن النبي -عليه السلام- أنه قال: "لا يقتل مؤمن بكافر" وهذا محال في حق علي - رضي الله عنه -، فلو لم يكن أراد من قوله: "بكافر" الكافر الحربي لما أشار هاهنا فيمن أشار بقتل عبيد الله بكافر ذمي، فدل ذلك على صحة ما ذهب إليه أهل المقالة الثانية، وانتقى أن يكون في قوله -عليه السلام-: "لا يقتل مؤمن بكافر" حجَّة تدفع أن يقتل المؤمن بالذمي. والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>