للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ش: هذا طريق آخر عن الربيع، عن أسد بن موسى، عن محمَّد بن عبد الرحمن ابن أبي ذئب، عن محمَّد بن مسلم الزهري .. إلى آخره، وهذا فيه عن عروة وعمرة بواو العطف.

وكذا رواه أحمد في مسنده (١): عن يزيد، عن ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن عروة وعمرة بنة عبد الرحمن، عن عائشة ... إلى آخره نحوه سواء، وفيه: "وكانت امرأة عبد الرحمن بن عوف".

وأخرجه أبو داود (٢): عن محمَّد بن إسحاق المسيِّبي، عن أبيه، عن ابن أبي ذئب، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عمرة بنت عبد الرحمن، عن عائشة: "أن أم حبيبة استحيضت سبع سنين، فأمرها رسول الله - عليه السلام - أن تغتسل، وكانت تغتسل لكل صلاة".

وهذا كما ترى بكلمة "عن" بين عروة وعمرة دون حرف العطف.

قوله: "إنما هذا عرق" أي دم عرق لأن الدم ليس بعرق، فحذف المضاف توسعا؛ يريد أن ذلك علة حدثت بها من تصدع العرق، فاتصل الدم، وليس بدم الحيض، الذي يدفعه الرحم لميقات معلوم.

وقد قلنا: إن الاستحاضة جريان الدم من فرج المرأة في غير أوانه، ولكنه يخرج من عِرْق يقال له العَاذِل -بالعين المهملة والذال المعجمة المكسورة- بخلاف دم الحيض فإنه يخرج من قعر الرحم.

وقال ابن سيده: في بعض الحديث "تلك" (٣) عاذل [تغذو] (٤) يعني: تسيل وربما سُمي ذلك العرق عاذرا بفتح الراء.


(١) "مسند أحمد" (٦/ ١٤١ رقم ٢٥١٣٨).
(٢) "سنن أبي داود" (١/ ٧٨ رقم ٢٩١).
(٣) أنث اسم الإشارة، والفعل "تسيل" على معنى: العِرْقةُ، بمعنى: العرق، انظر: "لسان العرب" (عزل).
(٤) في "الأصل، ك": تغدر، والتصويب من "اللسان" (عزل) وانظر "النهاية" (٣/ ٢٠٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>