للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهؤلاء كلهم ثقات.

وأخرجه أبو داود (١): بهذا الإسناد، ثنا علي بن الحسين بن إبراهيم، نا أبو بدر، نا زهير أبو خيثمة، نا الحسن بن حُرّ، قال: حدثني عيسى بن عبد الله بن مالك، عن محمد بن عمرو بن عطاء، حدثني مالك، عن عباس -أو عياش- بن سهل الساعدي: "أنه كان في مجلس فيه أبوه وكان من أصحاب رسول الله -عليه السلام-، وفي المجلس أبو هريرة وأبو أسيد وأبو حميد الساعدي. ." بهذا الخبر يزيد وينقص، قال فيه: "ثم رفع رأسه -يعني من الركوع- فقال: سمع الله لمن حمده، اللهم ربنا لك الحمد، ورفع يديه، ثم قال: الله أكبر، فسجد فانتصب على كفيه وركبتيه وصدور قدميه وهو ساجد، ثم كبر فجلس فتورك ونصب قدمه الأخرى، ثم كبر فسجد، ثم كبر فقام ولم يتورك. . . ." ثم ساق الحديث، قال: "جلس بعد الركعتين حتى إذا هو أراد أن ينهض للقيام قام بتكبيرة، ثم ركع ركعتين أخريين. . . ." ولم يذكر التورك في التشهد.

وأخرجه أبو داود أيضًا من طرق أخرى بوجوه مختلفة، وكذلك الترمذي والنسائي وابن ماجه، وقد استوفينا الكلام فيه في هذا الحديث بوجوهه المختلفة في كتاب الصلاة (٢)، فالطحاوي أخرجه هناك بطرق أخرى.

قوله: "أبو أسيد" بضم الهمزة وفتح السين، اسمه مالك بن ربيعة الساعدي.

و"أبو حميد" بضم الحاء وفتح الميم، الساعدي، قيل: اسمه عبد الرحمن، وقيل: المنذر بن سعد.

قوله: "فلما جاء هذا الحديث على ما ذكرنا وخالف الحديث الأول. . . . إلى آخره" إشارة إلى بيان وجه التوفيق بين الحديثين وبَيَّنَ ذلك بوجهين:

الأول: هو قوله: احتمل أن يكون ما فعله رسول الله -عليه السلام-.


(١) "سنن أبي داود" (١/ ١٩٥ رقم ٧٣٣).
(٢) سبق تخريجه هناك.

<<  <  ج: ص:  >  >>