وقال أبو عمر: اختلف في لفظ هذا الحديث، فبعضهم يقول:"الأيم أحق بنفسها"، وبعضهم يقول:"الثيب"، والذي في "الموطأ": "الأيم"، وقد يمكن أن يكون من قال:"الثيب"، قد جاء به على المعنى، وهذا موضع اختلف فيه العلماء وأهل اللغة، فقال قائلون: الأيم هي التي آمت من زوجها بموته أو طلاقه، وهي الثيب وبه قال الشافعي، واحتجوا بقول الشاعر:
فقاتل حتى أنزل الله نصره ... وسعد بباب القادسية معصم
فأبنا وقد آمت نساءٌ كئيرةٌ ... ونسوة سعد ليس فيهن أيم
قالوا: يعني ليست منهن من قتل زوجها. وهذا الشعر لرجل من بني أسد قاله يوم القادسية حين كان سعد بن أبي وقاص عليلًا مقيمًا في قصره لم يقدر على النزول، ولم يشرف على القتال.
وقال يزيد بن الحكم الثقفي:
كلُّ امرئ ستئيم منـ ... ـه العرِسُ أو منها يئيمُ
يريد سيموت عنها أو تموت عنه.
وقال الآخرون الأيم كل من لا زوج لها من النساء، وكذلك رجل لا امرأة له أيم وهذا قول مالك وأبو حنيفة وقال آخرون: الأيم امرأة لا زوج لها بكر كانت أو ثيبًا، واستشهدوا بقول الشاعر وهو أمية بن أبي الصلت:
لله دَرُّ بَنِي علي ... أيم منهم وناكح
إن لم يغيروا غارةً ... شعواء بحجر كل نابحٍ
وقد مر الكلام فيه مستوفى في باب:"النكاح بغير ولي عصبة".
ص: فلما كانت الأيم المذكورة في الحديث هي التي وليها أيّ ولي كان من أب أو غيره، كانت كذلك البكر المذكورة فيه هي البكر التي وليها أي ولي كان من أب أو غيره.