ذكرنا، ثم بيَّن أن هذه منسوخة بقوله:"فأردنا أن ننظر في ذلك ... " إلي آخره: وهو طاهر بُيِّن فيما تقدم.
قوله:"فأردنا أن ننظر فيما روى في ذلك" أي: في أمره - عليه السلام - إياها بالجمع بين الظهرين بغسل، وبين العشائين بغسل، والصبح بغسل، كيف معناه؟ وكيف حال هذه المستحاضة.
قوله:"فإذا عبد الرحمن" كلمة "إذا" ها هنا للمفاجأة، كما في قولك:"خرجت فإذا السبع واقف"، ولا يليها إلا الجملة الاسمية، فقوله:"عبد الرحمن" مبتدأ، وقوله:"قد روى" خبره.
قوله:"فاختُلِفَ عن عبد الرحمن في ذلك"، أي فيما روى عن أبيه عن عائشة، فروى الثوري عنه عن أبيه عن زينب ابنة جحش ... إلي آخره.
ورواه ابن عيينة عن عبد الرحمن أيضا عن أبيه، ولم يذكر "زينب" وخالفه فيه، ولكنهما متفقان في معنى متن الحديث، فثبت بذلك -أي باتفاقهما على متن الحديث- أن أيام حيضها كان موضعها معروفا؛ إذ لو لم يكن معروفا لما كانت تتمكن من ذلك على الحقيقة.
ويدل على ذلك ما جاء في حديث آخر:"ولكن دعي الصلاة قدر الأيام التي كنت تحيضين فيها".
فإن قيل: من أين كانت تحفظ هذه المرأة عدد أيامها التي كانت تحيض فيها أيام الصحة؟
قلت: لو لم تكن تحفظ ذلك لم يكن لقوله - عليه السلام -: "تدع الصلاة أيام أقرائها" معنى؛ إذ لا يجوز. أن يردها إلى رأيها ونظرها في أمر هي غير عارفة بكنهه.
قوله:"ثم جاء شعبة فرواه عن عبد الرحمن" أي: روى الحديث المذكور الذي رواه سفيانان (١)، غير أنه لم يذكر فيه أيام الأقراء.
(١) يعني الثوري وابن عُيينة، فقد رويا الحديث كما سبق.