"وتابعه على ذلك"، أي: تابع شعبة على مثل ما روى محمدُ بن إسحاق المدني، فحصل فيه الاختلاف حينئذ، فيحتاج إلى الكشف حتى يُعْلم من أين جاء الاختلاف؟ فكُشِفَ عن ذلك، فوُجدَ ذكر أيام الأقراء في حديث القاسم عن زينب، وهو الحديث الذي رواه الثوري، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن زينب، وليس في حديثه عن عائشة، أي: ليس ذكر أيام الإقراء في حديث القاسم عن عائشة الذي رواه شعبة ووافقه محمَّد بن إسحاق، فتباينت الروايتان، ولكن حديث زينب الذي فيه الأقراء حديث مئقطع؛ وذلك لأن القاسم لم يدرك زينب ولم يُولد في حياتها.
بيان ذلك: أن القاسم بن محمَّد بن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه -، مات في ولاية يزيد بن عبد الملك، بعد عمر بن عبد العزيز، سنة إحدى أو اثنتين ومائة.
وقال خليفة بن خياط توفي سنة ستٍّ ومائة.
وقال يحيى بن بكير: سنة سبع ومائة بقديد.
وقال ابن المديني وابن معين: مات سنة ثمان ومائة.
قال الواقدي: وهو ابن اثنتين وسبعين سنة. فيكون تاريخ ميلاده على القول الأول: سنة ثلاثين من الهجرة، وسنة أربع وثلاثين على قول خليفة، وسنة سبع وثلاثين على قول يحيى بن بكير، وسنة ثمان وثلاثين على قول ابن المديني وابن معين، وعلى كل [التقدير](١) لم يدرك القاسم زينت بنت جحش، أم المؤمنين - رضي الله عنها -؛ لأنها توفيت سنة عشرين من الهجرة، وصل عليها عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، وكانت أول نساء النبي - عليه السلام - لحوقا به.