للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد حمل بعض السلف قوله تعالى: {ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله} [البقرة: ٢٠٧] على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وروى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سمع إنسانًا يقرأ هذه الآية، فقال: {إنا لله وإنا إليه راجعون} [البقرة: ١٥٦]، قام رجل يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فقتل.

وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: إن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: ((أفضل الجهاد كلمة حق عند إمام جائر)).

وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: ((سيد الشهداء يوم القيامة حمزة بن عبد المطلب، ورجل قام إلى إمام جائر، فأمره ونهاه فقتله)).

وقد ذكر الله تعالى الذي ينهى عن المنكر، وتأخذه العزة فلا يمتنع، فقال تعالى: {وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم} [البقرة: ٢٠٦] الآية.

وقال ابن مسعود رضي الله عنه: إن من أكبر الذنوب عند الله تعالى أن يقال للعبد اتق الله، فيقول: عليك بنفسك.

وجميع ذلك عام في حق الصالح والطالح.

وروى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: ((مروا بالمعروف وإن لم تعملوا به، وانهوا عن المنكر وإن لم تنتهوا عنه)).

ولأنه لا يخلو أحد من معصية إما ظاهرًا وإما باطنًا.

فإن قلنا لا ينكر إلا المتنزه عنه، تعذر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيندرس الدين ويضمحل.

(فصل) والذي يؤمر به وينكر على ضربين:

فكل ما وافق الكتاب والسنة والعقل فهو معروف.

وكل ما خالف ذلك فهو منكر.

ثم ذلك ينقسم قسمين:

<<  <  ج: ص:  >  >>