وأما قدر صلاته -صلى الله عليه وسلم- في الليل، فما أخبرنا به الشيخ أبو نصر، عن والده، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن أبي الفوارس، قال: حدثنا أحمد بن يوسف، قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم ب ملحان، قال: حدثني أبو بكر، قال: حدثني الليث عن ابن أبي حبيب، عن عراك، عن عروة رحمه الله قال: "إن عائشة رضي الله عنها أخبرته أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يصلي بالليل ثلاث عشرة ركعة وركعتي الفجر".
وروى أنه -صلى الله عليه وسلم- كان يصلي من الليل اثنتى عشرة ركعة، ثم يوتر بواحدة، وقيل عشر ركعات ثم يوتر بواحدة.
[(فصل آخر: في صلاة الليل)]
وقد ذكر الله تعالى القائمين بالليل في كتابه العزيز، فقال عز وجل:{كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون * وبالأسحار هم يستغفرون}[الذاريات: ١٧ - ١٨].
وقال جل وعلا:{تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً}[السجدة: ١٦].
وقال تعالى:{أمن هو قانت الليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه}[الزمر: ٩].
وقال جل وعلا:{ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً}[الإسراء: ٧٩].
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة نادى مناد: ليقم الذين كانت تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً، فيقومون وهم قليل، ثم يرجع فينادي: ليقم الدين كانت لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله، فيقومون وهم قليل، ثم يرجع فينادي: ليقم الذين كانوا يحمدون الله عز وجل في السراء والضراء، فيقومون وهم قليل، ثم يحاسب سائر الناس من بعدهم".
وقال -صلى الله عليه وسلم-: "استعينوا بطعام السحر على صوم النهار، وبقيلولة النهار على قيام