فالأصل فيها قول الله عز وجل:{والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا}[العنكبوت: ٦٩].
وروى أبو نضرة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:"سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن أفضل الجهاد قال: كلمة حق عند سلطان جائر" ودمعت عينا أبي سعيد رضي الله عنه.
وقال أبو علي الدقاق رحمه الله: من زين ظاهره بالمجاهدة، حسن الله سرائره بالمشاهدة، قال الله عز وجل:{والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا}[العنكبوت: ٦٩] وكل من لم يكن في بدايته صاحب مجاهدة لم يجد من الطريقة شمة.
وقال أبو عثمان المغربي رحمه الله: من ظنَّ أنه يفتح عليه بشيء من هذه الطريقة أو يكشف له شيء منها بغير لزوم المجاهدة فهو في غلط.
وقال أبو علي الدقاق رحمه الله: من لم تكن له في بدايته قومة لم يكن له في نهايته جلسة.
وقال أيضًا رحمه الله: الحركة بركة، حركات الظواهر توجب بركات السرائر.
وقال الحسن بن علوية: قال أبو يزيد رحمه الله: كنت ثنتي عشرة سنة حداد نفسي، وخمس سنين كنت مرآة قلبي، وسنة أنظر فيما بينها فإذا في وسطي زنار ظاهر فعملت في قطعه ثنتي عشرة سنة، ثم نظرت فإذا في باطني زنار فعملت في قطعه خمس سنين أنظر كيف أقطع، فكشف لي، فنظرت إلى الخلق فرأيتهم موتى، فكبّرت عليهم أربع تكبيرات.