للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال فضيل بن عياض: من أحب صاحب بدعة أحبط الله عمله وأخرج نور الإيمان من قلبه.

وإذا علم الله -عز وجل- من رجل أنه مبغض لصاحب بدعة رجوت الله تعالى أن يغفر ذنوبه وإن قل عمله، وإذا رأيت مبتدعًا في طريق فخذ طريقًا آخر.

وقال فضيل بن عياض -رحمه الله-: سمعت سفيان بن عيينة -رحمه الله- يقول: من تبع جنازة مبتدع لم يزل في سخط الله تعالى حتى يرجع.

وقد لعن النبي -صلى الله عليه وسلم- المبتدع، فقال -صلى الله عليه وسلم-: «من أحدث حدثًا أو آوى محدثًا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، ولا يقبل منه صرفًا ولا عدلًا».

يعني بالصرف: الفريضة، وبالعدل: النافلة.

وعن أبي أيوب السجستاني -رحمه الله- أنه قال: إذا حدثت الرجل بالسنة فقال: دعنا من هذا وحدثنا بما في القرآن، فاعلم أنه ضال.

(فصل) واعلم أن لأهل البدع علامات يعرفون بها.

فعلامة أهل البدعة الوقيعة في أهل الأثر.

وعلامة الزنادقة تسميتهم أهل الأثر: بالحشوية، ويريدون إبطال الآثار.

وعلامة القدرية تسميتهم أهل الأثر: مجبرة.

وعلامة الجهمية تسميتهم أهل السنة: مشبهة.

وعلامة الرافضة تسميتهم أهل الأثر: ناصبة.

وكل ذلك عصبية وغياظ لأهل السنة، ولا اسم لهم إلا اسم واحد: وهو «أصحاب الحديث».

ولا يلتصق بهم ما لقبهم به أهل البدع، كما لم يلتصق بالنبي -صلى الله عليه وسلم- تسمية كفار مكة له ساحرًا وشاعرًا ومجنونًا ومفتونًا وكاهنًا، ولم يكن اسمه عند الله وعند ملائكته وعند إنسه وجنه وسائر خلقه إلا رسولًا نبيًا بريًا من العاهات كلها.

قال الله تعال: {انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلًا} [الإسراء: ٤٨].

<<  <  ج: ص:  >  >>