المخبتين، وأفضلها في شدة الحر وإن هو لم يصلها إلا أن صلى الظهر قضايا على وجه الاستحباب.
[(فصل) وأما الذي يقرأ فيها]
فما روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:"صلاة الضحى بسورة والشمس وضحاها والضحى".
وعن عمرو بن شعيب، عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من صلى اثنتي عشرة ركعة صلاة الضحى، فقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب مرة، وآية الكرسي مرة، وثلاث مرات {قل هو الله أحد ...} نزل من كل سماء سبعون ألف ملك، معهم قراطيس بيض وأقلام من نور يكتبون له الحسنات إلى أن ينفخ في الصور، فإذا كان يوم القيامة أتته الملائكة مع كل ملك حلة وهدية، فيقومون على قبره ويقولون: يا صاحب القبر قم بإذن الله عز وجل فإنك من الآمنين".
[(فصل) وقد ورد عن بعض الصحابة رضي الله عنهم إنكار صلاة الضحى]
من ذلك ما روى ابن المنادي من أصحابنا، بإسناده عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: ما صليت الضحى منذ أسلمت، إلا أن أطوف بالبيت، وإنها لبدعة ونعمت البدعة، وإنها لمن أحسن ما أحدثه الناس.
وكان ابن مسعود رضي الله عنه يقول في صلاة الضحى: يا عباد الله لا تحملوا الناس ما لم يحملهم الله إياه، فإن كنتم لابد فاعلين فصلوها في بيوتكم.
وكل هذا لا يدل على رد ما قدمنا ذكره من الفضائل الواردة في فعلها وإنما أرادوا بذلك لئلا تشبه بصلاة الفرض فيعتقد الناس وجوبها. وليس كل الناس سواء في نشاط العبادة فطلبوا الخفة عنهم، وتسهيل الطاعة عليهم، ولهذا المعنى روي عن عتبان بن مالك رضي الله عنه قال:"إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلى في بيته سبحة الضحى، فقاموا وراءه فصلوا".
وكانت عائشة رضي الله عنها إذا أرادت أن تصليها غلقت الباب، وابن عباس رضي الله عنهما كان يصليها يوماً ويتركها عشراً.