للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحسن -رضي الله عنه -: لعلك فعلت إلى أهل بيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم -معروفًا، فقال: نعم، وجدت رأس الحسين بن علي -رضي الله عنه -في خزانة يزيد بن معاوية، فكسوته خمسة أثواب من الديباج، وصليت عليه مع جماعة من أصحابي وقبرته، فقال له الحسن -رحمه الله -: لقدر رضى النبي -صلى الله عليه وسلم -عنك بسبب ذلك، فأحسن إلى الحسن -رحمه الله -، وأمر له بالجوائز.

وروى عن حمزة الزيات قال: رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم -وإبراهيم الخليل -عليه السلام -في المنام يصليان على قبر الحسين بن علي -رضي الله عنهما -.

وأخبرنا أبو نصر عن والده بإسناده عن أبى أسامة عن جعفر بن محمد -رحمه الله -قال: هبط على قبر الحسين بن علي -رضي الله عنهما -يوم أصيب سبعون ألف ملك يبكون عليه إلى يوم القيامة.

(فصل) وقد طعن قوم على من صام هذا اليوم العظيم وما ورد فيه من التعظيم وزعموا أنه لا يجوز صيامه لأجل قتل الحسين بن علي -رضي الله عنهما -فيه.

وقالا: ينبغي أن تكون المصيبة فيه عامة لجميع الناس لفقده فيه، وأنتم تتخذونه يوم فرح وسرور، وتأمرون فيه بالتوسعة على العيال والنفقة الكثيرة، والصدقة على الفقراء والضعفاء والمساكين، وليس هذا من حق الحسين -رضي الله عنه -على جماعة المسلمين.

وهذا القائل خاطئ ومذهبه قبيح فاسد، لأن الله تعالى اختار بسبط نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم -الشهادة في أشرف الأيام وأعظمها وأجلها وأرفعها عنده، ليزيده بدلك رفعة في درجاته وكراماته، مضافة إلى كرامته وبلغه منازل الخلفاء الراشدين الشهداء بالشهادة، ولو جار أن يتخذ يوم موته يوم مصيبة لكان يوم الإثنين أول بذلك، إذ قبض الله تعالى نبيه محمدًا -صلى الله عليه وسلم -فيه، وكذلك أبو بكر الصديق -رضي الله عنه -قبض فيه، وهو ما روى هشام ابن عروة عن أبيه عن عائشة -رضي الله عنها -قالت: قال لي أبو بكر -رضي الله عنه -. أي يوم توفي النبي -صلى الله عليه وسلم -فيه؟ قلت: يوم الإثنين، قال -رضي الله عنه -: إني أرجو أن أموت فيه، فمات -رضي الله عنه -فيه، وفقد رسول الله -صلى الله عليه وسلم -وفقد أبى بكر -رضي الله عنه -أعظم من فقد غيرهما.

وقد اتفق الناس على شرف يوم الإثنين وفضيلة صومه، وأنه تعرض فه الأعمال، وفي يوم الخميس ترفع أعمال العباد، وكذلك يوم عاشوراء لا يتخذ يوم مصيبة، ولأن

<<  <  ج: ص:  >  >>