كل مؤمن ومؤمنة، وتبرأ من اليهودية وكان حقاً على الله أن يغفر له".
(فصل) وقد ذكرنا في مجلس التوبة فيما تقدم في أثناء الكتاب، وإنما يشتغل بالنوافل من الصلاة والصيام والصدقة وأنواع العبادات بعد أحكام الفرائض والسنن وأما قبل أحكامها فلا يشتغل بسواها، بل ينوي بجميع عباداته فرائض ما عليه من كل جنس منها، فينوي بجميع هذه الصلوات التي ذكرناها في هذه الليالي والأيام قضاء يسقط عنه الفرض، ويحصل له الفضل، يجمع الله تعالى بينهما بمنه ورحمته وكرمه، فإذا تحقق براءة ساحته من الفرائض، فحينئذ ينوي بجميع ذلك نافلة.
* * *
[(فصل: في ذكر فضل صلاة التسبيح)]
حدثنا الشيخ أبو نصر عن والده، قال: أخبرنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس، وأبو محمد الحسن بن محمد الخلال، قال: أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد الواعظ، قال: حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، قال: حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، قال: حدثنا موسى بن عبد العزيز، قال: حدثنا الحكم بن أبان، قال: حدثني عكرمة عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال للعباس بن عبد المطلب -رضي الله عنه-: "يا عباس يا عماه ألا أعطيك ألا أمنحك ألا أحبوك، ألا أجعل لك عشر خصال إذا أنت فعلت ذلك غفر الله لك ذنبك أوله وآخره، قديمة وحديثه، خطأه وعمده، صغيرة وكبيرة، سره وعلانيته؟ أن تصلي أربع ركعات تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة، فإذا فرغت من القراءة في أول ركعة وأنت قائم قلت: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، خمس عشرة مرة، ثم تركع فتقولها وأنت راكع عشراً، ثم ترفع رأسك من الركوع فتقولها عشراً، ثم تهوى ساجداً فتقولها عشراً، ثم ترفع رأسك من السجود فتقولها عشراً، ثم تسجد فتقولها عشراً، ثم ترفع رأسك فتقولها عشراً، فذلك خمس وسبعون في كل ركعة، تفعل ذلك في أربع ركعات، فإن استطعت أن تصليها في كل يوم مرة فافعل، فإن لم تفعل ففي كل جمعة مرة، فإن لم تفعل ففي كل شهر مرة، فإن لم تفعل ففي كل سنة مرة، فإن لم تفعل ففي عمرك مرة".