وقال القاسم بن محمد رحمه الله: كانت عائشة رضي الله عنها تصلي الضحى ثمان ركعات وتطيل ذلك، وكانت إذا صلتها غلقت الباب عليها، ثم عشر ركعات إن اختارت، ثم ثنتا عشرة ركعة وهو أفضلها، لما حدثنا به أبو نصر عن والده، بإسناده عن حمزة بن موسى بن أنس بن مالك الأنصاري، عن عمه ثمامة بن أنس، عن جده أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:"من صلى الضحى اثنتي عشرة ركعة بنى الله تعالى له قصراً من ذهب في الجنة".
وحدثنا أبو نصر عن والده، بإسناده عن أم حبيبة رضي الله عنها قالت: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:"من صلى اثنتي عشرة ركعة من النهار بنى الله تعالى له بيتاً في الجنة".
وحدثنا أبو نصر عن والده، بإسناده عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يا أبا ذر إن النهار اثنتا عشرة ساعة، فأعد لكل ساعة منها ركعة وسجدتين، يدرأ عنك ما فيها من ذنب، يا أبا ذر من صلى ركعتين لم يكن من الغافلين، ومن صلى أربعاً كتب من الذاكرين، ومن صلى ستاً لم يلحقه في يومه حنث إلا الشرك، ومن صلى اثنتي عشرة ركعة بني له بيت في الجنة، قلت: يا رسول الله أجمعاً أم شتى؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: لا عليك".
[(فصل) وأما وقتها]
فلها وقتان: جائز، وهو بعد طلوع الشمس إلى صلاة الظهر، ومستحب، وهو حين ترمض الفصال عند قرب الزوال.
والدليل على استحبابها في هذا الوقت ما روي أن زيد بن أرقم رضي الله عنه رأى قوماً يصلون الضحى في مسجد قباء، فقال: لقد علموا أن الصلاة في غير هذه الساعة أفضل، إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:"صلاة الأوابين حين ترمض الفصال".
ويجوز فعلها أيضاً بعد الزوال، لما روى عوف بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ساعة السبحة حين تزول الشمس من كبد السماء". وهي صلاة