للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[(فصل) واختلفوا في أي يوم هو من المحرم]

فقال أكثرهم: اليوم العاشر من المحرم وهو الصحيح لما تقدم.

وقال بعضهم: هو الحادي عشر منه.

ونقل عن عائشة -رضي الله عنها -أنه هو التاسع منه.

وعن الحكيم بن الأعرج أنه سأل ابن عباس -رضي الله عنهما -عن أي يوم يصام عاشوراء؟ فقال: إذا رأيت هلال المحرم فاعدد، ثم أصبح صائمًا من تاسعه.

قلت: أكذلك كان يصومه محمد -صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم.

وفي حديث آخر عن ابن عباس -رضي الله عنهما -أيضًا، أنه صام رسول الله -صلى الله عليه وسلم -يوم عاشوراء وأمر بصيامه، قالوا: يا رسول الله تعظمه اليهود والنصارى، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: إذا كان العام المقبل إن شاء الله تعالى صمنا يوم التاسع، فلم يأت العام المقبل حتى توفى رسول الله -صلى الله عليه وسلم -.

قال ابن عباس -رضي الله عنهما -في لفظ آخر: "قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: لئن عشت إلى قابل إن شاء الله تعالى صمت يوم التاسع، مخافة أن يفوته يوم عاشوراء".

(فصل) ونذكر من فضائل يوم عاشوراء أن الحسين بن علي -رضي الله تعالى عنهما -قتل فيه.

روى عن أم سلمة -رضي الله عنها -قالت: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم -في منزلي، إذ دخل عليه الحسين -رضي الله عنه -فطالعتهما من الباب وإذا الحسين -رضي الله عنه -على صدر النبي -صلى الله عليه وسلم -يلعب، وفي يد النبي -صلى الله عليه وسلم -قطعة من طين ودموعه تجرى، فلما خرج الحسين -رضي الله عنه -دخلت فقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله طالعتك وفي يدك طينة وأنت تبكي، فقال -صلى الله عليه وسلم -لي: لما فرحت به وهو على صدري يلعب أتاني جبريل -عليه السلام -، وناولني الطينة التي يقتل عليها، فلذلك بكيت".

وروى عن الحسن البصري -رحمه الله -أنه قال: إن سليمان بن عبد الملك رأى النبي -صلى الله عليه وسلم -في المنام يبشره ويلاطفه، فلما أصبح سأل الحسن -رضي الله عنه -عن ذلك، فقال له

<<  <  ج: ص:  >  >>