للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للشيطان إذ كان هو السبب في ذلك، فكذلك التوبة عن المعاصي والفطرة لرمضان شرعتا ترغيمًا له، لأن المعاصي والرفث الحاصل في الصيام بسببه، أعاذنا الله وجميع المؤمنين من مكايده ومصايده وغوائله، وسلمنا من آفات الدنيا وبلائها، وأخرجنا منها إلى رحمته وكرامته برحمته ومنه آمين.

(فصل) وإنما سمى العيد عيدًا لأنه يعيد الله إلى عبادة الفرح والسرور في يوم عيدهم.

وقيل: إنما سمى عيدًا لأن فيه عوائد الإحسان من الله وفوائد الامتنان منه للعبد.

وقيل: لأنه يعود العبد فيه إلى التضرع والبكاء، ويعود الرب -عز وجل -فيه إلى الهبة والعطاء.

وقيل: لأنهم عادوا إلى مثل ما كانوا عليه من الطهارة.

وقيل: معناه عادوا من طاعة الله إلى طاعة الرسول -صلى الله عليه وسلم -، ومن الفريضة إلى السنة، ومن صوم رمضان إلى صوم ستة أيام من شوال.

وقيل: إنما سمى عيدًا لأنه يقال المؤمنين فيه: عودوا إلى منازلكم مغفورًا لكم.

وقيل: إنما سمى العيد عيدًا لأن فيه ذكر الوعد والوعيد، ويوم الجزاء والمزيد، ويوم عتق الإماء والعبيد، وإقبال الحق إلى القريب من خلقه والبعيد، ووجود الإنابة والأوبة من العبد الضعيف إلى الغفور الودود.

قال وهب بن منبه -رحمه الله -: خلق الله الجنة يوم الفطر، وغرس شجرة طوبى يوم الفطر، واصطفى جبريل -عليه السلام -للوحي يوم الفطر، والسحرة وجدوا المغفرة يوم الفطر.

وروى عن النبي -صلى الله عليه وسلم -أنه قال: "إذا كان يوم الفطر وخرج الناس إلى الجبانة اطلع الله عليهم فيقول: عبادي لي صمتم ولي صليتم انصرفوا مغفورًا لكم".

وروى عن أنس بن مالك -رضي الله عنه -أن النبي -صلى الله عليه وسلم -قال: "ليلة الفطر يوفى الله تعالى أجور من صام شهر رمضان، فيأمر الله تعالى غداة الفطر لملائكته فيهبطون إلى الأرض، ويقومون على أفواه السكك ومجامع الطرق فينادون بصوت يسمعه جميع الخلائق إلا الإنس والجن: يا أمة محمد أخرجوا إلى ربكم -عز وجل -، يشكر القليل ويعطى الجزيل ويغفر الذنب العظيم، فإذا برزوا إلى مصلاهم وصلوا ودعوا لم يدع لهم

<<  <  ج: ص:  >  >>