إلى السماء الدنيا، والله يصعد ويتحرك، قال للسائل: تقول إن الله تعالى يقدر على أن ينزل ويصعد، ولا يتحرك؟ قال: نعم، قال: فلم تنكره؟.
وقال يحيى بن معين: إذا قال لك الجهمي: كيف ينزل؟ فقل له: كيف صعد؟.
وقال الفضيل بن عياض رحمه الله: إذا قال لك الجهمي: أنا كافر برب ينزل، فقل له: أنا مؤمن برب يفعل ما يشاء.
وعن شريك بن عبد الله رحمه الله- لما قيل له عندنا قوم ينكرون هذه الأحاديث-: من جاءنا بأسماء ليست عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- الصلاة والصيام والزكاة والحج، وإنما عرفنا الله عز وجل بهذه الأحاديث.
(فصل) ونعتقد أن القرآن كلام الله كتابه وخطابه ووحيه الذي نزل به جبريل على رسول الله- صلى الله عليه وسلم-.
كما قال عز وجل:{نزل به الروح الأمين * على قلبك لتكون من المنذرين * بلسان عربي مبين}[الشعراء: ١٩٣ - ١٩٥].
هو الذي بلغه رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أمته امتثالًا لأمر رب العالمين بقوله تعالى:{يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك}[المائدة: ٦٧].
وروى عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه قال:((كان النبي- صلى الله عليه وسلم- يعرض نفسه على الناس بالموقف فيقول: هل من رجل يحملني إلى قومه فإن قريشًا قد منعوني أن أبلغ كلام ربي)).
وقال عز وجل:{وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله}[التوبة: ٦] كلام الله تعالى هو القرآن غير مخلوق كيفما قرئ وتلى وكتب، وكيفما تصرفت به قراءة قارئ، لفظ لافظ، وحفظ حافظ، هو كلام الله وصفة من صفات ذاته، غير محدث ولا مبدل ولا مغير ولا مؤلف ولا منقوص ولا مصنوع ولا مزاد فيه، منه بدأ تنزيله، وإليه يعود حكمه، كما قال النبي- صلى الله عليه وسلم-، في حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه:((إن فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله على سائر خلقه)).
وذلك أن القرآن منه تبارك وتعالى خرج وإليه يعد فمعناه: أن تنزيله وبدايته وظهوره