قوله -عز وجل -: {والفجر * وليال عشر * والشفع والوتر * والليل إذا يسر * هل في ذلك قسم لذى حجر}[الفجر: ١ - ٥].
{والفجر} اختلف الناس في ذلك، فقال ابن عباس -رضي الله عنهما -عنى بالفجر: صلاة الصبح، {وليال عشر} هي عشر ذي الحجة {والشفع} الخلق {والوتر} هو الله {والليل إذا يسر} يعنى إذا ذهب {هل في ذلك قسم لذى حجر} أي إن ذلك قسم لذى لب وعقل، وجواب القسم قوله تعالى:{إن ربك لبالمرصاد}[الفجر: ١٤].
وقال مقاتل -رحمه الله:{والفجر} عنى به: غداة جمع يوم النحر، {وليال عشر} وهي عشر ليال قبل الأضحى، وإنما سماها -عز وجل -: ليال عشر، لأنها تسعة أيام وعشر ليال، {والشفع والوتر} أما الشفع: فآدم وحواء -عليهما السلام -، والوتر: فهو لله -عز وجل -، {والليل إذا يسر} إذا أقبل، وهي ليلة الأضحى، فأقسم -عز وجل -بيوم النحر والعشر وبآم وحواء، وأقسم بنفسه تبارك وتعالى وبليلة الأَحى، فلما فرغ منها قال:{هل في ذلك قسم لذي حجر} يعنى: هل في ذلك القسم كفاية لذي لب، يعني ذا عقل، فيعرف عظم هذا القسم {إن ربك لبالمرصاد}.
وقيل: المراد بالفجر: فجر النهار، وقيل: هو النهار، فعبر عنه بالفجر، لأنه أوله.
وقال مجاهد -رحمه الله -: هو فجر يوم النحر خاصة.
وقال عكرمة -رحمة الله -: أقسم الله تعالى بانفجار المياه من العيون والنبات من الأرض، والثمار من الشجر.
وقيل: أقسم الله بانفجار الماء من أصابع النبي -صلى الله عليه وسلم -.
وقيل: أقسم الله بانفجار الصخرة وخروج الناقة لصالح.
وقيل: أقسم الله تعالى بانفجار الماء من الحجر بعصا موسى -عليه السلام -.
وقيل: أقسم الله بانفجار الماء من عيون العصاة.
وقيل: أقسم الله تعالى بانفجار المعرفة من القلوب كما قال الله تعالى: {أومن كان