وينبغي أن يقرأ عده سورة يس لتكون عونا على خروج روحه وتسهيله عليه.
فإذا خرجت روحه وجهه إلى القبلة على ظهره طولاً، بحيث إذا أقعد كان وجهه إليها، ثم يبادر فيغمض عينيه لما روى شداد بن أوس -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:"إذا حضرتم موتاكم فأغمضوهم، فأن البصر يتبع الروح وقولوا خيراً، فإنه يؤمن على ما قال أهل البيت ثم يشد لحييه".
وصفته ما روى أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال لابنه عبد الله -رضي الله عنه- حين حضرته الوفاة ادن مني، فإذا رأيت روحي قد بلغت لهاتي فضع كفك اليمنى على جبهتي واليسرى تحت ذقني وأغمضني، ثم يلين مفاصله بأن يرد ذراعيه حتى يلصقهما بعضديه، ثم يردهما ويرد ساقيه إلى فخذيه، وفخذيه إلى بطنه، ثم يردهما ويخلع ثياببه ويسجيه بثوب يستر جميعه، لأنه يصير جميعه عورة بالموت، ولهذا يجب ستر جميعه بالكفن، ويجعل على بطنه مرآة أو سيفاً، لأن الميت إذا خرجت روحه يعلو وينتفخ، ثم يوضع على سرير غسله متوجهاً منحدراً نحو رجليه، ثم يسارع إلى قضاء دينه وإبراء ذمته من الديون والوصايا حتى يلقى ربه برئ الذمة من المظالم، مخلصاً من الحقوق والجواذب.
(فصل) ثم يسارع في غسله وتجهيزه وتكفينه ودفنه.
إلا أن يكون موته فجأة، فيتوقف عن ذلك حتى يتيقن موته، فتنفصل كفاه وتسترخي رجلاه، ويسيل أنفه، وتنخسف صدغاه، ثم يسرع في ذلك.
أما صفة الغسل فيبدأ الغاسل فيجرد الميت ويستره من سرته إلى ركبتيه، لأنه أمكن له وأعون على مبالغة غسله، ويغض بصره مهما أمكن لاسيما من عورته.
وقيل إن الأفضل أن يغسله في قميص خفيف واسع، وإن كان ضيقاً فتق رأس الدخاريص، ثم يلين مفاصله برفق إن سهلت عليه، وإلا فليدعها لأنه ربنا آل ذلك إلى كسرها، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "كسر عظم الميت ككسره حياً" ثم يحنيه قليلاً إلى أن يبلغ به قريباً من الجلوس، ثم يعصر بطنه عصراً رفيقاً، ثم يلف على يده خرقة وينحيه كي لا يباشر عورته بيده، ولأن الخرقة أبلغ في إزالة النجاسة لخشونتها، فكذلك